أهداها له المقوقس ملك مصر والأسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين. وخَصِياً يُقال له مابُور. فوهب صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن، فهو ابن خالة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان عبد الرحمن بن حسان شاعرا. وأمسك عليه السلام مارية، فولدت له إبراهيم، وكانت مرضعته أمُّ بَردَة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش من بني النجار وعمها عمرو بن زيد جدُّ عبد المطلب لأمِّه سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد ابن خداش، وزوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجَعْد بن عوف بن مبذول ابن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النجار، وكانت قابلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت أبا رافع، فبَشَّر النَّبي، فوهبت له مملوكا. ولما مات قال النبي عليه السلام:" إنَّ له مرضعة في الجنة، ولو بقي لكان صِدِّيقا نبيا، ولو بقي لأعتقتُ كلَّ قبطي ".
وروى عبد الله بن وهب عن عبد الله بن لهيعة، عن عمر مولى غْفرَة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الله الله في أهل الذِّمة، أهل المدرة السوداء، السُّحم الجِعاد، فإن لهم نسبا وصهرا ". قال عمر: مولى غُفرة نَسَبَهُم أن أُمَّ إسماعيل النبيِّ منهم وصهرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرَّرَ فيهم. مسلم: نا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نُمير. واللفظ لزهير قالا: نا إسماعيل، وهو ابن عُلية عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، عن أنَس بن مالك قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان إبراهيم مُسترضعا له في عوالي المدينة. فكان ينطلق، ونحن معه فيدخل البيت، وإنه ليُدَخِّن، وكان ظِئرُهُ فينا، فيأخذ فيقبِّله، ثم يرجع. قال عمرو: فلما توفيَ إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين يُكْملان رضاعة في الجنة ".
وتوفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب وذلك في المحرَّم من سنة ستَّ عشرة وكان عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع.