إذا تذكرتَ شَجْواً من أخي ثِقَةٍ ... فاذكرْ أخاكَ أبا بكْر بما فَعَلا
الأبيات ...
وحدَّث المزنيُّ عن الشافعيِّ، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن جُبَير بن مُطعم عن أبيه، قال:" أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألَتْهُ عن شيء، فأمَرَها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله: أرأيت إن جئت ولم أجدك، تعني الموت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لم تجديني فأتي أبا بكر ". قال الشافعي: في هذا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر.
وروى الزُّهريُّ عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عليل، فدعاه بلال إلى الصلاة فقال لنا: " مُروا من يصلي بالناس ". قال: فخرجتُ فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: قم يا عمر فصلِّ بالنَّاس. فقام عمر، فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، وكان مُجهرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ". فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى الناس طول علته، حتى مات صلى الله عليه وسلم، وهذا واضح على استحقاقه الخلافة.
مُسلم عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: " ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنَّى مُتمنٍّ، ويقول قائل: أنا ولاَّه، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ". مسلم: عن أبي مُلَيكَة سمعتُ عائشة وسُئِلَت مَن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُستخلفا لو استخلف؟ قالت: أبو بكر. قيل لها: ثم مَن بعد أبي بكر؟ قالت: عمر. ثم قيل لها: مَن بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرَّاح، ثم انتهت إلى هذا.