للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العارضين. وكان بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يُنفق له، ويأذن عليه. فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: بل تكون عندي. فقال: إن اعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنتَ أعتقتني لله عزَّ وجل فذرني أذهب إلى الله عزَّ وجلَّ. فقال: اذهب. فذهب إلى الشام، وكان بها حتى مات. وأذَّن مرَّة واحدة لعمر بالشام، فبكى عمر، وبكى المسلمون. وكان بلال من مُولَّدي مكة مولى لبعض بني جُمَح، وأصله من الحبشة. وقال المدائنيُّ: كان بلال من مولَّدي السَّراة، ومات بدمشق، ودُفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي وهو ابن سبعين سنة. ويقال: كان تِرْبَ أبي بكر رضي الله عنهما، وكان ديوانه، في خَثْعم، لأن النبيَّ عليه السلام آخى بينه وبين أبي رُويحَة الخَثعَميِّ. واسم أبي رُوَيحة عبد الله بن عبد الرحمن وعداده في الشاميين وروي أن أبي رويحة أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقد لي لواء وقال: " اخرج فنادِ: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن ".

وأمَّا عامر بن فُهيرَة فكان مُوَلَّدا من مُوَلَّدي الأزد، أسود اللون، مملوكا للطُّفيل بن عبد الله بن سَخْبَرَة الأزدي. فأسلم وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطُّفَيل فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام. وكان حسِن الإسلام، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة. وشهد بدرا وأُحُد ثم قُتل في يوم بئر مَعُونَة شهيدا، وهو ابن أربعين سنة، قتله عامر بن الطُّفيل. ويروى عنه أنه قال: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فُهيرة نورا خرج منها. وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما قدم عامر بن الطُّفَيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: مَن الرجل الذي لما قُتل رأيته رُفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه ثم وضع؟ فقال: " هو عامر ابن فُهيرة ". وروى الزُّهريّ عن عروة، قال: طُلب عامر بن فُهيرة يومئذ في القتلى فلم يوجد قال عروة: فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته.

ومن موالي أبي بكر صفيَّة أمُّ محمد بن سيرين. وكان سيرين أبو محمد عبدا لأنس بن مالك كاتبته على عشرين ألفا وكان من سبيِّ مَيسان، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>