للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر لرجح علم عمر. ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم. ولمجلس كنت أجلسه من عمر أوثق في نفسي من عمل سنةٍ.

وعن الفضل بن العباس ... قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمر معي مع عمر، والحقُّ بعدي مع عمر حيث كان ". وقال الشعبُّي: من سرَّه أن يأخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقضاء عمر، فإنه كان يستشير.

وحدَّث إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: نا علي بن الدينَّي قال: نا حسين بن عليٍّ عن زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني أبو بردة وأخي عن عوف بن مالك الأشجعيِّ أنه رأى في المنام كأنَّ الناس جمعوا فإذا فيهم رجل فرعهم، فهو فوقهم.. أذرع. قال: فقلت: من هذا؟ قالوا: عمر. قلت: لم؟ قالوا: لأن فيهم ثلاث خصالٍ: لأنه لا يخاف في الله لومة لائم، وأنه خليفة مستخلف، وشهيد مستشهد. قال: فأتى أبا بكر فقصَّها عليه فأرسل إلى عمر فدعاه ليبشِّره. قال: فجاء عمر فقال لي: اقصص رؤياك. فلما بلغت " خليفة مستخلف " زبرني عمر وانتهرني وقال: اسكت، تقول هذا وأبو بكرٍ حيِّ؟ قال: فلما كان بعد، وولي عمر، مررت بالشام وهو على المنبر، قال: فدعاني وقال: اقصص رؤياك فقصتها. فلما قلت: إنه لا يخاف في الله لومة لائمٍ قال: إني لأرجو أن يجعلوا الله منهم. قال: فلما قلت " خليفةُ مستخلفُ " قال: قد استخلفني الله، فسلهُ أن يُعينني على ما ولاني. فلما أن ذكرت " شهيد مستشهد " قال: أني لي بالشهادة وأنا بين أظهركم تغزون وأنا لا أغزو؟ قال: بلى يأت الله بها إن شاء. فأتى الله بها أنى شاء.

عوف بن مالك صاحب رؤيا عمر من مشاهير الصحابة، خرج عنه مسلم وغيره وقد مضى ذكره ما روى ومن روى عنه في " أشجع " من قيس عيلان بن مضر بن نزار.

واستخلف أبو بكر عمر رضي الله عنهما في اليوم الذي توفِّى فيه. وعهد بذلك. دعا عثمان بن عفان، وكان من كتابه فقال: اكتب " بسم الله الرحمن

<<  <  ج: ص:  >  >>