الرحيم هذا ما عهد به أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخره أيامه من الدنيا وأول أيامه من الآخرة في الساعة التي يؤمن فيها الكافر ويتَّقي فيها الفاجر إني استخلفت عليكم " قال عثمان: فأصبته غشيته فخشيت أن يموت فكتبت عمر. فلما أفاق من غشيته قال: ما كتبت؟ قلت: عمر. قال: أصبت ولو كتبت غيره للمتك، ولو كتبت نفسك لكنت أهلاً لذلك. ثم قال: اكتب " أني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن برَّ وعدل فذلك علمي به ورأيي فيه. وإن جار وظلم فالله حسيبه ولا علم لي بالغيب. والخبر أردت، ولكلِّ امرئ ما اكتسبت، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ مُنقلَبٍ ينقلبون ".
وقال عبد الله بن مسعود: أصحُّ الناس فراسةًّ ثلاثة: العزيز حين قال لامرأته: أكرمي مثواه، وابنه شعيبٍ حين قالت: استأجره، إن خير من استأجره القومي الأمين، وأبو بكرٍ حين اسخلف عمر بن الخطاب.
وفي أيام عمر تتابعت الفتوحات بالشام والعراق ومصِّرت الأنصار، ودونت الدواوين، ورتِّبت الناس على سوابقهم، وأرخ التاريخ من الهجرة.
الطبري: حدثني محمد بن إسماعيل قال: نا أبو نعيم قال: نا حبَّان بن عليٍّ العنزيُّ عن مجالد عن الشَّعبيِّ قال: كتب أبو موسى الأشعريُّ إلى عمر أنه تأتينا منك كتب ليس تاريخ. قال: فجمع عمر للمشورة. فقال بعضهم: أرِّخي لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: لا بل نؤرِّخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مهاجرة فرق بين الحقِّ والباطل. وقال: حدثني محمد بن إسماعيل قال: نا سعيد بن أبي مريم قال: نا يعقوب بن.... قال: حدثني محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عباس. قال: كان التاريخ في السَّنة التي قدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها ولد عبد الله بن زبير.
وقال الزُّهريُّ والشعبيُّ: أرَّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل، ثم أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرَّقت.