للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى رؤيا أقصُّها على النبي صلى الله عليه وسلم وكنت غلاماً شاباً عزباً، وكنت أنام في المسجد على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت في المنام كأنَّ ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطويَّة كطيِّ البير، وإذا لها قرنان كقرني البير، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول أعوذ بالله من النار. فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن ترع. فقصصتها على حفصة، فقصَّتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: " نِعمَ الرجلُ عبدُ الله، لو كان يُصلَّي منَ الليل ". قال سالم: فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً.

وكان رحمه الله لروعه قد أشكلت عليه حروب علي فقعد عنه، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة. وعن ميمون بن مهران، عن ابن عمر أنه دخل عليه رجل فسأله عن تلك المشاهد فقال: كففت يدي فلم أقدم، والمقاتل على الحقَّ أفضل، وحدَّث أسد بن موسى: نا أسباط بن محمدٍ ويحيى بن عيسى، عن عبد العزيز بن سياهٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ قال: قال ابن عمر: ما أجدني آسي علي شيء فاتني، إلا أني لما أقاتل مع عليّ الفئة الباغية.

وذكر أبو زيد عمر بن شبَّة قال: نا أبو أحمد بن محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيريُّ الأسديُّ مولي لهم: نا عبد الجبار بن العباس عن أبي العنبس، عن أبي بكر بن الجهم قال: سمعت ابن عمر يقول: ما آسى على شيء إلا على تركي قتال الفئة الباغية مع عليٍّ رضي الله عنه. وكان يرى بيعة ابن الزبير فتنةً، ولم يبايعه. وقال له حين وقف على خشبته، وهو مصلوب: السلام عليكم أبا خبيبٍ، ثلاثاً، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ثلاثاً. وقال حين خرج من مكة معتمراً في الفتنة، وهي فتنة ابن الزبير: إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبايع، رضي الله عنه، عبد الملك بن مروان. مالك بن عبد الله بن دينارٍ أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد مالك بن مروان يبايعه. فكتب إليه: " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين سلام عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا أله إلا هو، أقر لك بالسَّمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت ". وقال البخاريُّ: نا مسدد: نا يحي بن سعيد عن سفيان: نا

<<  <  ج: ص:  >  >>