عبد الله بن دينارٍ قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك كتب: " أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما استطعت. وإن بَنيَّ أقرُّوا بمثل ذلك ".
وأوصى عبد الملك بعبد الله بن عمر خيراً الحجَّاج بعد قتله ابن الزبير وولايته الحرمين، وأن لا يعرض له بسوء، وأن لا يخالفه في مناسك الحج. مالك عن ابن شهابٍ، عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج ابن يوسف: ألا تخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحج، قال: فلما كان يوم عرفة جاء عبد الله بن عمر حين زالت الشمس وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه محلفة معصفرة. فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرَّواح، إن كنت تريد السنَّة. قال: أهذه الساعة؟ فقال: الرَّواح، إن كنت تريد السنَّة. قال: أهذه الساعة؟ فقالت: نعم. قال: فأنظرني حتى أفيض عليَّ ماءً، ثم أخرج. فنزل عبد الله حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي فقلت له: إن كنت تريد أن تصيب السنَّة اليوم فأقصر الخطبة، وعجِّل الصلاة. قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه. فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق.
ومات عبد الله بن عمر بمكة سنة ثلاثً وسبعين لا يختلفون في ذلك بعد قتل ابن الزبير بعد بستة أشهرٍ. وكان أوصى أن يدفن في " الحلِّ "، فلم يقدر على ذلك من اجل الحجاج، ودفن بذي طوي في مقبرة المهاجرين، وصلى عليه الحجاج. وكان الحجاج قد أمر رجلاً فسمَّ زجَّ رمحه وأمره أن يضع الزجَّ في ظهر قدمه إذا دفع الناس من عرفة. ففعل الرجل ذلك فمرض من ذلك أياماً، فدخل عليه الحجاج يعوده فقال له: من بك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: وما تصنع به؟ قال: قتلني الله إن لم أقتله. قال: ما أراك فاعلاً، أنت أمرت الذي نخسني بالحرية. فقال: لا تفعل يا أبا عبد الرحمن، وخرج عنه. وروي أنه قال للحجاج إذ قال له: من بك؟ قال: أنت أمرت بإدخال السلاح في الحرم. فلبث أيامنا ثم مات. وفعل الحجاج هذا مع عبد الله بن عمر من أجل أن الحجاج خطب يوماً وأخَّر الصلاة. فقال ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك. فقال له الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك. قال: إن تفعل فإنك سفيه مسلَّط. وقيل: أنه أخفى قوله ذلك عن الحجاج ولم يسمه. وكان يتقدَّمه في المواقف بعرفة وغيرها إلى