الزاهد، ينتهي إلى أمير المؤمنين الرشيد، أنك تشتمه وتدعو عليه فبأيِّ شيء استجزت ذلك؟ فقال: أمَّا شتمه فهو إذا أكرم عليَّ من نفسي. وأما الدعاء عليه فما قلت:" اللهمِّ إنه أصبح عبئاً ثقيلاً على أكتافنا لا تطيقه أبداننا، وقذى في عيوننا لا تطبق عليه أجفاننا، وشجَّى في أفواهنا لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤونته. وفرِّق بيننا وبينه ". ولكني قلت:" اللهمِّ إن كان تسَمَّى الرشيدَ ليرشد فأرشده، وأن كان على غير ذلك فراجع به اللهم إن له في الإسلام على كلِّ مسلمٍ حقاً، وله بنبيِّك " قرابةً ورحماً، فقر به من كل خير، وباعده من كل شر وأسعدنا به وأصلحه لنفسه ". فقال: يغفر الله لك يا أبا عبد الرحمن كذا بلغنا..
وأما سالم بن عبد الله: فكان يكنى أبا عمر، وكان من غيار التابعين وفقهائهم. وكان أبوه يلام في حبِّه، فيقول:
يَلُوْمُوْنَنِى في سالم وألومُهمْ ... وجِلدةُ بين العين والأنفِ سالمُ
وقال الواقدىُّ: كان يكنى أبا المنذر. وهلك بالمدينة سنة ستٍ ومئةٍ، وصلى عليه هشام بن عبد الملك. وقال الهيثم بن عدي: مات سنة ثمانٍ مئة.
وأما عبيد الله بن عبد الله بن عمر فولد عثمان وأبا بكر. فولد عثمان محمداً، ويكنى أبا قدامة. سمع عائشة بنت سعد بن أبي وقاص. روى عنه خالد بن مخلدٍ القطواني.
وأما أبو بكر فروى ابن شهاب عنه، عن جده عبد الله بن عمر. مالك عن ابن شهابٍ، عن أبو بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه. وليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ". وخَّرج الحديث مسلم عن ابن شهاب من طرقٍ عن أبي بكر بن عبيد الله، عن جدِّه عبد الله بن عمر وعن عمه سالم، عن أبيه. وقال محمد بن يحيى الذُّهليُّ: اسم أبي بكر بن عبيد الله هذا القاسم، وكان أيضاً يكنى بأبي محمد. كناه بذلك يحيى بن سعيد الأنصاري. قال المؤلف وفقه الله: والدليل على ما قال الذهليُّ ما ذكره مسلم. فقال حدثني أبو الطاهر