للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زياد، وقتل معه هانئ بن عروة المراديَّ. وقيل أن الوالي على المدينة عند بيعة يزيد بن معاوية خال بن الحكم أخو مروان. ثم عُزل وولاها عثمان بن محمد بن أبي سفيان. وهو الذي قال: لمَّا خرج الحسين عن المدينة، ولم يبايع: اركبوا كلَّ بعير بين الأرض والسماء، فاطلبوه، فطلبوه فلم يُدْرَك.

وخرج الحسين من مكة إلى العراق فلقيه الفرزدق في الطريق، فسأله عن أمر الناس، فقال: يا ابن رسول الله، القلوب معك والسيوف عليك، والنصر من السماء. وخرج عبيد الله بن زياد من الكوفة بجيشه إلى الحسين، وعلى مقدِّمته عمر بن سعد بن أبي وقاص. وكان مسلم بن عقيل لمَّا قُدِّمَ لِيُقْتَل بين يدي عبيد الله ابن زياد، وقد أُثخِن جراحا نظر، هل يرى أحد من قريش؟ فرأى عمر بن سعد، فقال: ادنُ مني. فدنا منه عمر، فقال: أنت أقرب الناس إليَّ في النسب، فإن أردت أن تفوز بشرف الدارين فابعث إلى الحسين ليرجع من الطريق، فإني تركته ومن معه، وهم تسعون إنسانا على الخروج من مكة، وإنهم الآن في الطريق، واكتب إليه بما أصابني.

فلما انصرف عنه عمر بن سعد قال لابن زياد: أتدري ما قال لي مسلم؟ قال: اكتم على ابن عمِّك. قال: الأمر أعظم من ذلك. قال: اكتم على ابن عمِّك فلما أكثر على ابن زياد قال له مسلم، قال له: قل أخبرني أن حسينا خرج في أهله وقرابته ومن اتبعه من الناس إلى الكوفة. قال له ابن زياد: أمَّا إذ أخبرتني فوالله لا خرج لقتاله غيرك. أما والله لو أسرَّ إليَّ كما أسرَّ إليك لرددتهم. ويحك ما حفظت وصية ابن عمِّك حين رآك لها أهلا؟ ثم التقوا مع الحسين بكربلاء: وهو موضع على الفرات. فأتاه عمر بن سعد فقال: ما هذا المسير يا أبا عبد الله؟ قال: سرتُ إلى قوم غرُّوني بكتبهم، ولا مردَّ للقضاء. وإني أسأل منكم إحدى ثلاث خِلال: إما أن تتركوني أرجع من حيث جئت، وأمَّا أن تُخلُّوا بيني وبين الطريق إلى الأعاجم، أُقاتل فيهم حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>