للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أموت، وأما أن أسير إلى يزيد فأضع يدي في يده. فأخبر عمر بن سعد بذلك عبيد الله بن زياد، فقال: لا أُعطيه واحدة من الثلاث. ولكن ينزل على حُكمي. فأخبر عمر بن سعد ذلك إلى الحسين فقال: أأنزل على حكم ابن مَرجانة الدَّعِيُّ؟ والموت والله عندي دون ذلك أشهى وأحلى. ومرجانة: أمُّ عبيد الله وهي أَمَة. ولما أبي عبيد الله أن يعطي الحسين واحدة من الخلال الثلاث التي تطلب، قالت طائفة من عسكر عبيد الله: يعرض عليك ابن بنت رسول الله واحدة من ثلاث خلال فلم تسعفوه بها! لقد خاب سعيكم، وشقي من يتبعكم. فانصرفوا إلى الحسين، فقتلوا معه، رضي الله عنهم، ورحمهم.

وأبلى الحسين في ذلك اليوم بلاء عظيما، وقتل من عسكر عبيد الله أشقياء كثيرة، حتى قتل، رضوان الله عليه. وقتل معه من ولده وولد أخيه الحسن وولد عمِّه عقيل جماعة لم ينشأ في الإسلام مثلهم. وروى فطر عن مُنذر الثَّوريِّ عن ابن الحنفيَّة قال: قُتل مع الحسين بن علي سبعة عشر رجلا، كلُّهم من ولد فاطمة.

وقُتل، رضي الله عنه، يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. واختلف فيمن قتله، فقيل: شَمِرُ بنُ ذي الجوْشَن الضِّبابيُّ، لعنه الله. وهو القائل لعبيد الله بن زياد:

أوقِرْ رِكابي فضةً وذَهبا ... إني قتلتُ الملكَ المُحَحَّبَا

خيرَ عبادِ الله أمَّاً وأباً ... وخيرَهم إذ ينسُبون نَسبا

وقال مُصعبُ الزُّبيريُّ: الذي ولي قتل الحسين بن علي سنان بن أبي سنان النَّخعيُّ، لا رحمه الله. وهو جدُّ شريك بن عبد الله القاضي، ويُصدِّق قولُ الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>