للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُقبِّلُه. قال: فاستحيا يزيدُ، وأمر برفع الرأس. وما روي بعد قتل الحسين من العبر في يقظة ومنام روي عن رواة صحائح الآثار والأخبار.

الترمذي بسنده عن أمِّ سلمة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عيه وسلم " تعني في المنام " وعلى رأسه ولحيته الترابُ. فقال: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا. وحدَّث أبي بكر بن أبي شيبة قال: نا حَّماد سن سَلمة قال: نا عمار، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عيه وسلم، فيما النائم نصف النهار، وهو أشعث أغبرُ، في يده قارورة فيها دمٌ. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: " هذا دمُ الحسين، لم أزل ألتقطه منذ اليوم " فوجد قد قُتل في ذلك اليوم.

وبكى الناسُ الحسين، فأكثروا وأحسنوا. قالت الربابُ بنتُ امريء القيس الكلبية، ترثي زوجها الحسين بن علي رضي الله عنهما:

إنَّ الذي كان نوراً يُستضاء به ... بكربلاء قتيلاً غيرَ مَدْفونِ

سِبط النبيِّ جزاكَ الله صالحةً ... عنا وجُنِّبتَ خُسرانَ الموازينِ

قد كنتَ لي جَبَلاً صعباً ألوذ به ... وكنتَ تَصْحبُنا بالرَّحْم والدين

مَن لليَتَامى ومن للسائلين ومَن ... يَقي ويأوي إليهِ كلُّ مِسكنِ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>