الحنظلي. وهو ابن زاهَويَهِ عنه. ويَروي شبابة عن شُعبة وسليمان بن المغيرة وورقاء بن عمر وغيرهم من الثقات.
ولزيد بن علي مع ابن شهاب الزُّهريُّ خبر طريف. رأى الزُّهريُّ في منامه كأنه مدفون في قبر، وكفُّه خارجة من القبر، مخضوبة بالحنَّاء. فسئل عن ذلك سعيد بن المسيَّب فقال: هذا رجل صالح، يُصيب دما خطأ. فاستُعمل الزهريُّ على صدقات بني عُذرة. فاستعمل مولى للصَّلت بن عبد الله بن الحرث بن نوفل ابن الحرث بن عبد المطلب، سلعيا. فخان، فضربه الزُّهريُّ بعصا، فأصاب جرحا كان بظهره قد برأ. فانتفض عليه عند ضربه إياه فمات منه. فجزع الزُّهريُّ وندم، وقال: لا أقرب امرأة، ولا يُظلُّني سقف بيت وظلَّ متخفيا منفردا عن الناس. فمرَّ به زيد بن علي بن الحسين فقال: يا ابن شهاب، إتَّقِ الله، فوالله ما أخاف أن تعجز عنك رحمة الله، ولكني أخاف أن يوبقك قنوطك من رحمة الله. يُب إلى الله تعالى، وابعث إلى أهل الرجل بديَّته، وارجع إلى أهلك ومنزلك. فكان الزُّهريُّ يقول: زيد بن عليٍّ أعظم الناس عَلَيَّ منَّة.
ودخل زيد على هشام بن عبد الملك وهو خليفة. فقال له هشام: بلغني أنَّك تدَّعي الخلافة، وأنت ابن أمَة. فقال له: إنَّ الله وضع بالإسلام النَّقيصة، ورفع به الخسيسة. هذا إسماعيل أمه هاجر، وهي أمَة، أخرج الله من صلبه سيِّد ولد آدم محمدا صلى الله عليه وسلم وهذا إسحاق ابن حُرَّة، أخرج الله من صُلبه من مسخَه ق {ردة وخنازير. فأسمعه هشام ما كره. فخرج مُغضبا وهو يقول: ما أحَبَّ أحد الحياة إلا ذَلَّ. قال مولاه: فلما سمعت منه هذا الكلام علمتُ أنَّه سيخرج. فخرج على هشام بالكوفة، واجتمع عليه عسكر كبير. وحارب فبعث إليه يوسف بن عمر الثقفيّ عامل هشام على العراق جيشا، فرُمي بسهم فمات وصُلِب. صلبه يوسف بن عمر بالكُناسة، وذلك سنة اثنتين وعشرين ومئة. وإليه تُنسب الزيدية. وهم أقلُّ الرافضة غُلوّاً. غير أنهم يرون الخروج مع كلِّ من خَرَج.