العمل يؤمنك الندم. بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد. طوبي لمن أخلص لله عزَّ وجلَّ علمه وحبَّه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وقوله وفعله ".
وعن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده قال: أتى رجل عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: أخبرني عن القدر. قال: " طريق مظلم فلا تسلكه ". قال: أخبرني عن القدر. قال: " بحر عميق فلا تلجه ". قال: أخبرني عن القدر. قال: " سر الله فلا تكَلَّفْهُ ". قال: ثمَّ ولَّى الرجل غير بعيد ثم رجع، فقال لعلي: في المشيئة الأولى أقوام وأقعد وأقبظ وأبسط. فقال له عليٌّ رضي الله عنه: " إني سائلك عن ثلاث خصال، ولم يجعل الله عزَّ وجلَّ لك ولا لمن ذكر المشيئة مخرجا أخبرني: أخلفك الله لما شاء أو لما شئت؟ " قال: بل لما شاء. قال: " أخبرني أفتجيء يوم القيامة كما شاء أو كما شئت؟ ". قال: بل كما شاء. قال: " فليس لك من المشيئة شيء ".
وكان عليٌّ رضي الله عنه، يسير في الفيء، بسير أبي بكر الصديق في القسم. وإذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا إلا قسمَّه في يومه ذلك. ويقول: " يا دنيا عُرِّى غيري ". ولم يكنت يستأثر بشيء من الفيء، ولا يخصُّ به حميما ولا قريبا. ولا يخصُّ بالولايات أهل الدِّيانات والأمانات. وإذا بلغه هن أحدهم جناية كتب إليه: " قد جاءتكم موعظة من ربكم، فأوفوا الكيل والميزان بالقسط، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين. وما أنا عليكم بحفيظ. إذا أتاك كتابي هذا فتحفظ بما في بين يديك من عملنا حتى نبعث إليك من يتسلمه منك ".
ثم يرفع طرفه إلى السماء فيقول " اللهمَّ إنك تعلم إني لم أمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك ".
وعن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن أبي المغيرة بن أبي الهذيل. قال: رأيت عليا خرج وعليه قميص غليظ رازي، إذا مدَّكم قميصه بلغ إلى الظفر، وإذا أرسل صار إلى نصف الساعد.
وحدَّث الحرَّ بن جرْموز عن أبيه قال: رأيت عليا ابن أبي طالب يخرج من