للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان، فيما ذكر الواقديُّ، طويلا أشهل، بعيد ما بين المنكبين. وقال إبراهيم بن سعد: بَلَغَنا أن عمار بن ياسر قال: كنتُ تِربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سنَّه، ولم يكن أحد أقرب منه سنا منَّي.

وروي عن ابن عباس في قول الله عزَّ وجلَّ:) أوَمن كان مَيْتاً فأحيَيناهُ وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس قال: هو عمار بن ياسر) كمن مَثَلُه في الظلمات ليس بخارج منها (قال: أبو جهل ابن هشام.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ عمارا مُلئ إيمانا إلى مُشاشته " وروى مسروق عن عائشة قالت: ما من أحد من أصحاب محمد أشاء أن أقول فيه إلا قلتُ، إلا عمار بن ياسر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عمار بن ياسر حُشِي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنه إيمانا ".

وعن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أبغضَ عمارا أبغضه الله ". قال خالد: فما زلت أحبُّه من يومئذ.

وعن علي بن أبي طالب قال: " جاء عمار يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فعرف صوته النبيُّ: فقال " مرحبا بالطيِّب المطيَّب، ائذنوا له ".

وقال عبد الرحمن بن أبْزَي: شهدنا مع عليٍّ صفين في ثمان مئة ممَّن بايع بيعة الرِّضوان: قُتل منَّا ثلاثة وستون، منهم عمار بن ياسر.

وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تقتل عمار الفئة الباغية ". وهو حديث ثابت صحيح، أخبر فيه عليه السلام بما يكون بعده من مغيَّبات الأمور، وهو من بواهر معجزاته صلى الله عليه وسلم. وروى هذا الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>