جماعة من الصحابة مشهورون وهم: عثمان بن عفان، وأبو هريرة، وأُبَي بن كعب، وأبو سعيد الخدريُّ، وأنس بن مالك، وعمرو بن العاصي، وابنه عبد الله ابن عمرو، وخُزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين. قال محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت: ما زال جدَّي خزيمة كافَّاً سلاحه يوم صفين. فلما قُتل عمَّار سلَّ سيفه، فقاتل حتى قُتِل. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتل عمار الفئة الباغية ". وروته أمُّ سَلَمَة رضي الله عنها.
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: نا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمِّه، عن أمِّ سَلَمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تقتل عمار الفئة الباغية ". وعن أبي عبد الرحمن السُلميُّ قال: شهدتُ مع علي، رحمه الله، صِفِّين، فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في جمعة، ولا واد من أودية صفِّين إلا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه عَلَمٌ لهم. وسمعت عمارا يقول يومئذ لهاشم بن عُتبَة: يا هاشم تَقدَّم الجنة تحت الأبارقة.
اليومَ ألقَى الأحبَّة
محمداً وحزبَهْ
والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سَعَفَات هَجْر لعلمن أنَّا على الحقِّ وأنهم على الباطل.
وروِي أن عليا قال بعد مصاب بصفين: " إنَّ امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل ابن ياسر، وتدخل عليه به المصيبة الموجعة لغير رشيد. رحم الله عمارا يوم أسلم، ورحم الله عمارا يوم قُتِل، ورحم الله عمارا يوم يُبعث حيا. ولقد رأيتُ عمارا يوم يُبعث حيا. لقد رأيت عمارا، وما يُذكر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أربعة إلا كان رابعا، ولا خمسة إلا كان خامسا. وما كان أحد من قدماء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يشكُّ أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن، ولا اثنين. فهنيئا لعمار الجنة. ولقد قيل: إنَّ عمارا مع الحق، والحقُّ مع عمار. يدور عمار مع الحق أين ما دار وقاتل عمار في النار.