عبد الله الزبيريُّ. وكانت تلك السنة تُدعى سنة الفُقهاء، لكثرة من مات منهم فيها. وقال الواقديُّ: مات وهو ابن سبع وستين.
وولد عروة عبد الله وهشاما ومحمدا ويحيى. فأما عبد الله بن عروة فكان من أخطب الناس وأبلغهم. وكان يشبَّه بخالد بن صفوان في البلاغة وقيل له: تركت المدينة دار الهجرة، فلو رجعت لقيت الناس، ولقيك الناس فقال: وأين الناس؟ إنما الناس رجلان. شامت بنكبة أو حاسد لنعمة. وعَمي قبل موته، وأعقب بالمدينة. وروى عنه أخوه هشام.
ومن ولده عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة أبو الحارث. سمع عمَّ أبيه هشاما. روى عنه احمد بن حنبل.
وأما هشام بن عروة: فكان فقيها، وكان من ساكني المدينة، وهو أحد أشياخ مالك. وله عنه في الموطأ خمسون حديثا، منها ستة وثلاثون مُسندة وسائرها مراسل تستند من وجوه صحاح. وقدم الكوفة أيام أبي جعفر فسمع منه الكوفيون. وقدم بغداد في آخر عُمره، فمات بها سنة ست وأربعين ومئة. ودفن في مَقْبرة الخيزُران، وأعقب بالمدينة وبالبصرة. وكان يكنى أبا المنذر. وروى هشام عن أبيه كثيرا. وروى أيضا عن امرأته فاطمة بنة عبد المنذر بن الزبير، وكانت تحته، وكانت أسنَّ منه.
وأما محمد بن عروة: فكان من أجمل الناس ولا عقب له الرجال. وأما يحيى بن عروة فكان له علم بالنَّسب وأيام الناس فذكر إبراهيم بن هشام المخزوميَّ خال هشام بن عبد الملك وواليَهُ على المدينة، قادحا في نسبه. فأمر به هشام فضُرب فمات بعد الضرب. وأعقب بالمدينة.
المنذر بن الزبير: كان يُكنى أبا عثمان، وكان سيدا حليما. وقُتل مع ابن الزبير.
ومن ولده محمد وعاصم. فأما محمد بن المنذر فكان يقال له سيد قُريش ويكنى أبا زيد. وكان إذا مرَّ في الطريق أُطفئت النيران تعظيما له. وانقطع يوما قِبال نعلهِ، فقال برجله هكذا. فنزع الأخرى ومضى، وتركهما ولم يعرِّج