جزاكم الله خيرا من قوم، ولا أحسن الخلافة عليكم. قتلتم أبي وجدي وعمي وزوجي، أيتمتموني صغيرة وأرملتموني كبيرة.
ومما نُقم على أهل الكوفة أنهم أغدر الناس؛ انتهبوا عسكر الحسن بن غلي وهم من جنده، وخذلوا الحسين بن عليٍّ بعد أن استدعوه حتى قُتل، وشكوا سعد ابن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب، وزعموا أنه لا يحسن أن يُصلي، فدعا عليهم ألاَّ يُرضِيهم الله عن وال، ولا يُرضي واليا عنهم. وقد دعا عليهم عليُّ بن أبي طالب وقال: اللهمَّ ارمهم بالغلام الثَّقفيِّ الذي لايقبل من مُحسنهم ولا يتجازو عن مُسيئهم، وشكوا عمار بن ياسر والمغيرة بن شعبة، وطردوا سعيد بن العاصي والوليد بن عقبة، وقالوا لعثمان: لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك.
وقال بعض شعرائهم:
يا وَيلتي قد ذهبَ الوليدُ
وجاءنا من بعده سعيدُ
ينقصُ في الصَّاع ولا يزيدُ
ومن أخبار عائشة بنت طلحة: نظر أبو هريرة رضي الله عنه إلى عائشة بنت طلحة فقال: سبحان الله ما أحسن ما غذَّاك أهلُك! والله ما رأيت وجها أحسن من وجهك إلا وجه معاوية على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان معاوية من أحسن الناس وجها. ونظر ابن أبي ذئب إلى عائشة بنة طلحة تطوف بالكعبة فقال لها: من أنت؟ فقالت:
من اللائي لم يَجْجُجْنَ يَعْين حِسبةً ... ولكنْ ليقتلْنَ البريء المُغفَّلا
مثلك أبا عبد الله. قال: صان الله ذاك الوجه عن النار. قيل: أفَتَنتْك أبا عبد الله. قال: لا، ولكنَّ الحسن مرحوم. وعن الشعبيِّ قال: إني لفي المسجد نصف النهار إذ سمعت باب القصر يُفتح، فإذا بمصعب بن الزبير معه جماعة، فقال: يا شعبيُّ اتبعني، فاتبعته فأتى دار موسى بن طلحة، فدخل مقصورة، فأتبعته فإذا امرأة جالسة عليها من الحلي والجواهر مالم أر مثله، ولهي أحسن من الحلي