الذي عليها. فقال: ياشعبيُّ، هذه التي يقول فيها الشاعر:
وما زلتُ في ليلي لَدُنْ طَرَّ شاربي ... إلى اليوم أُخفي حبَّها وأداجِنُ
وأحملُ في ليلي لقَومي ضغينةً ... وتُحملُ في ليلي عليَّ الضغائنُ
هذه عائشة بنت طلحة. فقالت: أمَّا إذ جَلَوْتني عليه فأحسن إليه فقال: يا شعبيُّ، رُحِ العشيَّة، فرحتُ. فقال: يا شعبيُّ ما ينبغي لمن جُليت عليه عائشة أن يُنقص من عشرة آلاف شيئا. فأمر لي بها وبكسوة وبقارورة غالية. فقيل للشعبِّي في ذلك اليوم: كيف الحال؟ قال: وكيف حال من صدر عن الأمير ببدرة وكسوة وقارورة غالية ونظر في وجه عائشة بنت طلحة؟ وكانت قبل مصعب عند ابن خالها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق، فولدت له طلحة، وكان جوادا، ولم تلد إلا له.
وأصدق المصعب عائشة حين تزوجها ألف ألف درعهم. وفي صداقها قال أنس ابن زُنيم الدُّؤليُّ، وكان مع المصعب بالعراق لأخيه، وكان مع عبد الله بن الزبير بمكة:
أَبلغْ أميرَ المؤمنينَ رسالةً ... من ناصحٍ لكَ لا يريدُ وَداعا
لو لأبي حَفصٍ أقولُ مقالتي ... وأقصُّ شأنَ حديثهم لارتاعا
قوله: أبلغ أمير المؤمنين يعني عبد الله بن الزبير. وقوله: لو لأبي حفص يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد أثبت هذه الأبيات لقائلها في صدر هذا الكتاب عند ذكر بني الدُّئل في كنانة.
وتزوَّجها بعد قتل المصعب عُمر بن عبيد الله بن مَعْمر، وروى مصعب عن أبيه الزبير، كذا قال مسلم في الكنى، وكناه بأبي عبد الله.