حِليةُ سعد: قال الواقديُّ: قالت عائشة بنت سعد: كان أبي رجلا قصيرا دَحداحا غليظا، ذا هامة، شَثنَ الأصابع. وقال عامر بن سعد: كان سعد جعد الشعر، أشعر الجسد، آدم، طويلاً. وذهب بصره في آخر عُمره.
ولد سعد: ولد سعد عامراً ومحمداً ومُصعباً وعمر وموسى وإبراهيم وعائشة، وروت عن أبيها. وفِنْك الذي يُضرب به المثل في البطء مولى عائشة بنت سعدٍ.
وأما عامر بن سعد فكان من كبار فقهاء التابعين. روى عن أبيه وعن أسامة بن زيد وغيرهما من الصحابة. وأخرج عنه الأئمة مالك والبخاريُّ ومسلم وغيرهم. روى عنه من التابعين ابن شهاب ومحمد بن المُنكدر وسالم أبو النصر وعمرو بن دينار وغيرُهم. ومات سنة أربع ومئة. وروى عنه أيضاً ابنه داود بن عامر. وروى عن داود يزيد بن عبد الله بن قسيطٍ الليثيُّ من شيوخ مالكٍ. وفي الموطأ لمالك عنه حديث واحد مُسند. وابن قُسيط مَدنيُّ، وبها كانت وفاته سنة ثلاثٍ وعشرين ومئة، وقيل: سنة اثنتين وعشرين.
وأما محمد بن سعد فخرج مع ابن الأشعث، فقتله الحجاجُ صَبْراً وكان يُلقَّب ظلَّ الشيطان لطوله.
وابنه إسماعيل بن محمد بن سعد من فقهاء قريش وذوي النُّبل منهم. ولمالك عنه في الموطأ حديث واحد مسند ونصُّه: مالك عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن وقاص عن مولى لعمرو بن العاصي، أو لعبد الله بن عمرو العاصي، عن عبد الله بن عمرو العاصي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" صلاةُ أحدكم وهو قاعدٌ مثلُ نصف صلاته وهو قائم ". ويُكنى إسماعيل أبا محمد، وكان من ساكني المدينة، وبها مات سنة أربع وثلاثين ومئة في خلافة أبي العباس السفَّاح.
وأما مصعب بن سعد فذكروا أنه بكى عند موت أبيه فقال له: ما يبكيك يا بنِّي؟ إنِّي أُقسم على ربي ألاَّ يعذِّبني. وروى عن أبيه وعن عليٍّ وابن عمر. وروى عنه أبو إسحاق وسماك وعاصم وعبد الملك بن عمير. وكنية مصعب أبو زرارة.