وقاطعه عنه فصار إلى هذا الوقت عملاً مفرداً. وكان قلده خراسان وصير محمد الأمين في حجره واستخلفه بمدينة السلام في وقت خروجه عنها. ومنزل جعفر بن محمد بن الأشعث بباب المحول من الجانب الغربي بإزاء الميل. ولد عبل في العباس مدح كثير. وأما الفضل فولي بلخ وطخارستان وغزا كابل وله فيها أثر حسن وقال في ذلك:
إنا على الثغر نحميه ونمنعه ... بنصرة الله والمنصور من نصرا
يا أهل كابل هلا عاذ عائذكم ... بالبد يمنع منا من به انتصرا
لو كان يرفع ضيماً عنكم لدرا ... عنه القسي التي غادرته كسرا
لا يمنع الواردين الورد ما نهلوا ... إلى اللقاء ولكن يمنع الصدرا
الفضل بن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي من أهل قنسرين يقول:
أشكو إلى الله ما أصبت به ... من ألم في مفاصل القدم
كأنني لم أطأ بها كبداً ... من حاسد سر قلبه ألمي
فالحمد لله لا شريك له ... لحمي للأرض بعدها ودمي
مامن صحيح إلا ستقلبه ال؟ ... أيام من صحة إلى سقم
وله في شاعر مدحه فوصله وكتب إليه:
أجنيتنا زهراً بات الضمير له ... حتى الصباح سحاباً ماؤه يكف
أعطيت ما ليس يبلى الدهر جدته ... وحزت ما حازه عن كفك التلف
الفضل بن الربيع الحاجب مولى المنصور أبو العباس. والربيع يدعي أنه ابن يونس بن محمد بن أبي فروة وقيل يونس بن عبد الله بن أبي فروة وسام أبي فروة كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه. وللربيع مع المنصور في هذا النسب أخبار وهو مدفوع عنه. ولد الفضل سنة ثمان وثلاثين ومائة ومات سنة سبع ومائتين وله سبعون سنة. واستحجبه المنصور لما قلد أباه وزارته ثم وزر للرشيد بعد الرامكة وللأمين بعده وكان فيه كبرة جبرة وشعره قليل جداً وهو القائل:
كنت صباً وقلبي اليوم سال ... عن حبيب يسئ في كل حال