العرب في الضيافة أحسن وأكثر. قالوا: ليقل أمير المؤمنين فقال: قاتل الله أبا النجم حيث يقول:
لقد علمت عرسي قلابة أنني ... طويل سنا ناري بعيد خمودها
إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد ... سوى منبت الأطناب شب وقودها
وبقي أبو النجم إلى أيام هشام بن عبد الملك وله معه أخبار وكان الأصمعي يغمز عليه وهو القائل:
المرء كالحالم في المنام ... يقول أنا مدرك أمامي
في قابل ما فاتني في العام ... والمرء يدنيه من الحمام
مر الليالي السود والأيام ... عن الفتى يميح للأسقام
كالغرض المنصوب للسهام ... أخطأ رام وأصاب رام
الفضل بن عبد الصمد بن الفضل الرقاشي الخطيب. مولى ربيعة أبو العباس. رشيدي بصري وكان يذهب بنفسه مع خموله وهاجى أبا نواس وغيره من الشعراء ومدح البرامكة ورثاهم فأكثر. وهو القائل:
سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا ... فإن بها ما يدرك الطالب الوترا
ولسنا كمن يبكي أخاه بعبرة ... يعصرها من ماء مقلته عصرا
ونحن أناس ما تفيض دموعنا ... على هالك منا وإن قصم الظهرا
وله في شعر يرثي به جعفر بن يحيى:
والبيض لولا أنها مأمورة ... ما فل حد مهند بمهند
وله فيه:
ودونك سيفاً برمكياً مهندا ... أصيب بسيف هاشمي مهند
وله فيه وقد رويت لأبي قابوس الحيري والصحيح أنها للرقاشي:
أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كما للناس بالحجر استلام
الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي الكوفي.
له أشعار كثيرة وأبوه العباس بن جعفر صاحب الإيغر الذي منعمل كوثى والفلوجة من أعمال الفرات أجراه فيه الرشيد كما أحرى المنصور يقطين ابن موسى في إيغاره