الفضل بن محمد بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب. شاعر مقل متوكلي. وكن يشبه بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم. وهو القائل يخر بجده العباس بن علي رضي الله عنهم:
إني لأذكر للعباس موقفه ... بين السيوف وهام القوم تختطف
نحمي الحسين ونسقيه على ظمأٍ ... ولا نولي ولا نثني ولا نقف
أكرم به سيداً بانت فضيلته ... وما أضاع له كسب العلى خلف
أبو علي البصير اسمه الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس الكاتب الأنباري. أصلهم من الأنبار انتقلوا إلى الكوفة فنزلوا في النخع وهم من أبناء فارس وكان أبو علي ضريراً ولقب الصير لذكائه وكان يتشيع وهو أحد الأدباء البلغاء الظرفاء، وكان مترسلاً بليغاً. وله مع أبي العيناء محمد بن مكرم الكاتب أخبار ومداعبات نظماً ونثراً. وقدم سر من رأى في أول خلافة المعتصم ومدحه والخلفاء بعده ورؤساء أهل العسكر، وتوفي بسر من رأى في سنة الفتنة وقيل بعد الصلح لأنه مدح المعتز. وهو القائل:
لئن كان يهديني الغلامُ لوجهتي ... ويقتادني في السير إذ أنا راكب
لقد يستضيء القوم بي في أمورهم ... ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب
وله:
إذا ما غدت طلابة العلم مالهم ... من العلم إلا ما يخلد في الكتب
غدوت بتشمير وجد عليهم ... ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
وله:
لو تخيرت ما هويت ولو مل ... كت أمري عرفتُ وجه الصواب
وفي هذه القصيدة يقول في جارية سوداء:
لا يثنها استحالة اللون عندي ... إنها صبغة كلونِ الشباب
وله:
فكن عندما أملت فيك فإنما ... جميعاً لما أوليت من حسن أهل
ولا تعتذر بالشغل عنا فإنما ... تناط بك الآمال ما اتصل الشغل
وله في المعلى بن أيوب:
لعمر أبيك ما نسب المعلى ... إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم
الفضل بن العباس العلوي. لما دخل محمد وعلي ابناً الحسن بن جعفر بن موسى