وهل أصبحن الحارثين كليهما ... بسم زعاف يقطع اللهوات
القاسم بن عبد السلام بن عبد الله بن المجبر بن عبد الرحمن بن عمر ابن الخطاب مدني رشيدي. كان بكار بن عبد الله الزهري أيام تقلده المدينة قد تعبث به فقال القاسم يهجوه ويذكر أن أباه الوردان السندي الحمار ويصف ما كان منه في أمر يحيى بن عبد الله بن حسن:
تدعى حواري الرسول تكذبا ... وأنت لوردان الحمير سليل
ولولا سعايات بنسل محمد ... لألفى أبوك العبد وهو ذليل
ولكنه باع القليل بدنيةٍ ... فظل له وسط الجحيم مقيل
فنلتم به مالاً وجاهاً ومنكحا ... وذلك خزي في المعاد طويل
القاسم بن سيار الجرجاني الكاتب. كانت بينه وبين الفضل بن سهل حال وكيدة فلما تقلد الفضل لاوزراة لم يلتفت إليه لأنه عرض عليه الشخوص معه إلى خراسان فلم يفعل فكتب إليه القاسم:
يا أبا العباس إني ناصح ... لك والنصح لذي الود يسير
لا تعدني ليوم صالح ... إن إخوانك في الخير كثير
وليوم الشر ما أعددتني ... إن يوم الشر يوم قمطرير
هذه السوق التي أملتها ... يا أبا العباس والعمر قصير
فوصله وأكرمه وأحسن له.
أبو دلف العجلي القائد القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل.
شريف شاعر أديب فاضل شجاع جواد. قلده الرشيد وهو حديث السن أعمال الجبل فلم يزل عليها إلى أن توفي سنة خمس وعشرين ومائتين. وهو القائل:
في كل يوم أرى بيضاء طالعة ... كأنما نبتت في ناظر البصر
لئن قبطعتك بالمقراض عن بصري ... لما قطعتك عن همي وعن فكري
وله في جارية:
أحبك يا جنان وأنت مني ... مكان الروح من صدر الجنان
ولو أني أقول مكان روحي ... خشيت عليك بادرة الزمان
لإقدامي إذا ما الخيل كرت ... وهاب شجاعها جر الطعان
وله:
أمالكتي ردي علي فؤاديا ... ونومي فقد شردته عن وساديا
ألا تتقين الله في قتل عاشق ... أمتّ الكرى عنه فأحيا لياليا