عسى صور أمسى بها الجود دافناً ... سيبعثها عدل يقوم ويظهر
عسى الله لا تيأس من الله إنه ... يسير عليه ما يعز ويكبر
وله:
دعيني هديت أنال الغنى ... بيأس الضمير وهجر المنى
كفاف امرئ قانع قوته ... ومن يرض بالقوت نال الغنى
القاسم بن أحمد الكوفي الكاتب أبو الحسن. كتب إليه عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يتشوقه:
محبك شاكٍ ولو يستطيع ... أتاك لا عظام حق الصديق
فأضحى بقربك مستشفياً ... كذلك قرب الشفيق الشفيق
وأطفأت ثائرة الشوق عنه ... كما يطفئ الماء نار الحريق
ولكنه وحياة الصديق ... ليس لنهضته بالمطيق
فأجابه القاسم:
وحق الأمير فحق الأمير ... أعظم لي من جميع الحقوق
فما فوق شوقي شوق إليه ... ولا شوق صب عميد مشوق
ولو أنني أستطيع الفداء ... لشكوى الأمير الشريف العروق
وقيت بنفسي ما يشتكيه ... وكان بذلك عين الحقوق
وكتب عبد الله بن المعتز إلى القاسم بن أحمد بعد انقطاع المكاتبة بينهما:
بدأتك بالكتاب وأنت لاه ... وحزت عليك فضل الابتداء
فصرت الآن أفضل منك وداً ... وكنا قبل ذاك على السواء
فأجابه القاسم:
بدأت بفضل لم يزل رب مثلها ... فيا مؤثر الحسنى لدى القرب والنائي
وما أنا في حبيك إلا مبرز ... وعقدي فيه بالديانة من رائي
القاسم بن محمد بن عبد الله النميري أبو الطيب. كان ينادم عبد الله ابن المعتز وكانا يكثران التكاتب بالأشعار فأراد النميري سفراً فكتب إليه عبد الله بن المعتز.
صبراً على الهموم والأحزان ... وفرقة الأصحاب والأخوان
فإن هذا خلق الزمان
فأجابه النميري:
يا سيد الكهول والشبان ... إن كنت ذا صبر عن الأخوان
فلم تشكى ألم الأحزان ... لكنني كالواله الحيران
أشكو افتراقيك إلى الرحمن
وللنميري إلى عبد الله بن المعتز