لست بعد الشباب ألتذ بالعي؟ ... ش فدعني وغصة العبرات
إن فقد الشباب أنزلني بع ... دك دار الهموم والحسرات
ورماني بأسهم الشيب دهر ... قارعتني أيامه عن حياتي
وله:
أتلزمني ذنباً وأنت جلبته ... ولكنني أخشاك أن أتكلما
ولولا اتقائي أن تميتك دعوتي ... دعوت على ما كان اخفى وأظلما
موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الكاتب أبو مزاحم، كان راوية مأموناً على ما رواه من الآثار والأخبار، مولده في سنة ثمان وأربعين ومائتين وتوفي في سنة خمس وعشرين وثلثمائة وكان مذهبه مذهب الحشوية، وحب معاوية بن أبي سفيان قد غلب عليه حتى قال فيه أشعاراً كثيرة فدونها العامة وكتب على خاتمه: دن بالسنن موسى تعن. وهو القائل:
الشعر لي أدب أسلو بحكمته ... وما سبيلي فيه المادح الهاجي
ولست ما صانني المولى ووفقني ... إلى هجاء ولا مدح بمحتاج
وله:
لعزة العلم يسعى الطالبون له ... إليه والعلم لا يسعى إلى أحد
وكل من لا يصون العلم يظلمه ... ومن يصنه بعدل يهد للرشد
باب
ذكر من اسمه معاذ
الأقرع القشيري اسمه الأشيم بن معاذ بن سنان بن عبد الله بن حزن ابن سلمة بن قشير، وقيل اسمه معاذ بن كليب بن حزن بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، كان يناقض جعفر بن علبة الحارثي اللص وكانا في أيام هشام بن عبد الملك واستعدت بنو عقيل على جعفر لدماء كانوا يطلبونه بها فأخذ جعفر وقتل صبراً، وجعفر يكنى أبا عارم وهو القائل لما هموا بقتله:
إذا ما أتيت الحارثيات فانعني ... لهن وخبرهن أن لا تلاقيا
وقود قلوصي بينهم فإنها ... ستضحك مسروراً وتبكي بواكيا
فأجابه معاذ الأعشى وخاطب فيها أباه:
أبا جعفر سلب بنجران واحتسب ... أبا عارم والمنفسات العواليا
وقدت قلوصاً أتلف السيف ربها ... بغير دم في القوم إلا تماريا
إذا ذكرته معصر حارثية ... ترى دمع عينيها على الخد جاريا