للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله وقد رويت لأخيه محمد:

منخرق الخفين يشكو الوجا ... تنكبه أطراف مرو حداد

شرده الخوف وأزرى به ... كذاك من يكره حر الجلاد

قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد

الهادي أبو محمد موسى بن محمد المهدي أبي عبد الله بن عبد الله المنصور أبي جعفر بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. كان من رجالات بني هاشم ودعا الرشيد إلى تقديم ابنه جعفر بن الهادي عليه في العهد فأبى عليه فقال الهادي:

نصحت لهارون فرد نصيحتي ... وكل امرئ لا يقبل النصح نادم

وأدعوه للأمر المؤلف بيننا ... فيبعد عنه وهو في ذاك ظالم

ولولا انتظاري منه يوماً إلى غد ... لعاد إلى ما قلته وهو راغم

وله لما قتل صاحب فخ:

سلى همومي وأطفا نار موجدتي ... عون الإله على الأعداء بالظفر

في كل يوم لنا من أهلنا حسد ... لأن ملكنا وصرنا سادة البشر

لن يدفعوا بصغير الأمر أكبره ... وهل يقاس ضياء الشمس بالقمر

أبو المغيث موسى بن إبراهيم الرافقي. لأبي تمام فيه مدح كثير عند تقلده بعض أعمال الشام. وقصده محمد بن حسان العمي ومدحه فوعده بثواب فتأخر عنه فكتب إليه محمد:

وعدت بالمطل وعداً رف مورقه ... حتى لقد جف منه الماء في العود

سقيا للطفك ما أحلى مخارجه ... لولا عقارب في أثنائه سود

فأجابه أبو المغيث:

لا تعجلن على لومي فقد سبقت ... مني إليك بما تهوى المواعيد

فإن صبرت أتاك النجح عن كثب ... وكان طالعه سعد ومسعود

وفي الكريم أناة ربما اتصلت ... إن لم يعامل بصبر ايبس العود

موسى بن محمد السلمي أبو عمران بصري مسجدي متوكلي، يقول:

قعد الشيب بي عن اللذات ... ورماني بجفوة القينات

فإذا رمت ستره بخضاب ... فضحته طلائع الناصلات

ما رأيت الخضاب إلا سراباً ... غر في لمعه بأرض فلات

فإذا ما دعا إلى الكأس داع ... قلت ما للكبير والشربات

<<  <   >  >>