أبو عبد الرحمن العتبي محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس.
بصري علامة راوية للأخبار والآداب وكان حسن الصورة جميل الأخلاق وبلغ سناً عالية وكان حسن الخضاب ويلبس الطيالس الزرق ولقب الشقراق للون خضابه وشدة حمرة وجهه وتلون طيالسته. وكان عمرو بن عتبة يغمز في نسبه. وتتابعت على العتبي مصائب بالذكور من ولده في الطاعون الكائن بالبصرة سنة تسع وعشرين ومائتين وقبل ذلك فمات منهم ستة فراثاهم بمراث كثيرة منها قوله:
كل لساني عن وصف ما أجد ... وذقت ثكلاً ما ذاقه أحد
ما عالج الحزن والحرارة في ... الأحشاء من لم يمت له ولد
وله فيهم:
وكنت أبا ستة كالبدور ... فقد فقؤوا أعين الحاسدينا
فمروا على حادثات الزمان ... كمر الدراهم بالناقدينا
وحسبك من حادث بامرئ ... يرى حاسديه له راحمينا
وله:
رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر
وكن متى أبصرنني أو سمعن بي ... سعين فرقعن الكوى بالمحاجر
وله وهو من الأبيات السائرة والأمثال النادرة:
قالت عهدتك مجنوناً فقلت لها ... إن الشباب جنون برؤه الكبر
محمد بن وهيب الحميري البصري أبو جعفر. مدح المأمون والمعتصم وهو شاعر مطبوع مكثر وهو القائل:
نراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب
بقين كأن الشك أغلب أمره ... عليه وعرفان إلى الجهل ينسب
وقد ذمت الدنيا إلي نعيمها ... وخاطبني إعجامها وهومعرب
ولكنني منها خلقت لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء مجب
ويروى: ونحن بنو الدنيا خلقنا لغيرها وما كنت الخ. وله:
ألا ربما كان التصبر دلةَ ... وأدنى إلى الحال التي هي أسمج
أيا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج
وله في المأمون:
وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح
نشرت بك الدنيا محاسنها ... وتزينت بصفائك المدح