للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأبى الحياء إذاً لنفسك خالياً ... من أن ما أخاف وأرتجي

وله:

وإني لأرجو منك يوماً يسرني ... كما ساءني يوم وإني لآمن

أؤمل عطف الدهر بعد انصرافه ... فيا أملي في الدهر هل أنت كائن

محمد بن أبي محمد اليزيدي واسمه يحيى بن المبارك العدوي. ومحمد يكنى أبا عبد الله وكان لاصقاً بالمأمون وأجل أنسه بالحضرة وخراسان وكانت مرتبته أن يدخل إليه مع الفجر ويصلي معه ويدرس عليه المأمون ثلاثين آية وكان لا يزال يعادله في أسفاره ويفضي إليه بأسراره. وهو كثير الشعر مفنن الآداب من أهل بيت علم وأدب، وسنة وسن الرشيد واحدة وقد مدح الرشيد مدحاً كثيراً وهو القائل:

أتظعن والذي تهوى مقيم ... لعمرك إن ذا خطر عظيم

إذا ما كنت للحدثان عوناً عليك وللفراق فمن تلوم

وله:

تقاضاك دهرك ما أسلفا ... وكدر عيشك بعد الصفا

فلا تنكرن فإن الزمان ... رهين بتشتيت ما ألفا

يجور على المرء في حكمه ... ولكنه ربما أنصفا

وله:

يا بعيداً مزاره حل بين الجوانح ... نازح الدار ذكره ليس عني بنازح

أبو الأصبغ محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم يعرف بالحصني. كان ينزل حصن مسلمة بديار مضر فنسب إليه. وهو شاعر محسن مكثر مدح المأمون وهجا عبد الله بن طاهر وعارضه في قصيدته التي أولها:

مدمن الأغضاء موصول ... ومديم العتب مملول

وفخر فيها بأشياء منها قتل ابنه للأمين فأجابه المسلمي بقصيدة ألولها:

لا يرعك القال ولا قيل ... كل ما بلغت تجميل

فقال فيها:

أيها النازي ببطنته ... ما على طيك تحصيل

قاتل المخلوع مقتول ... ودم القاتل مطلول

لا ينجيه مذاهبه ... نهر بوشنج ولا النيل

يا أخي المخلوع ظلت يدا ... لم يكن في باعها طول

أي مجدلك نعرفه ... أو نسيب لكل بهلول

وكان محمد بن عبد الملك بن صالح الهاشمي يناقض أبا الأصبغ فقال المسلمي قصيدة يفخر فيها:

وذكر فيها خلفاء بني أخمية ووجوههم. فقال محمد بن عبد الملك قصيدة أولها:

بانوا فبان العيش إذ بانوا ... وأبدت المكنون أجفان

<<  <   >  >>