للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إني عليه من ضنى جفنه ... ومرض اللحظ لصب شفيق

يفيق أهل السقم من سقمهم ... وعينه من سقمها لاتفيق

أبو عيسى بن هارون اسمه أحمد ويقال محمد وقد تقدم خبره.

أبو عبد الله محمد بن يزداد بن سويد الكاتب المروزي وزير المأمون. حسن البلاغة كثير الأدب مشهور بقول الشعر. له في المأمون مرثية معروفة. وكان سليمان بن وهب يكتب بين يديه وكان خاصاً به ثم اتصل به أن سليمان سعى عليه فاطرحه ولمحمد فيه أشعار. ومن قول محمد بن يزداد:

المرء مثل هلال عند مطلعه ... يبدو ضئيلاً ضعيفاً ثم يتسق

يزداد حتى إذا ما تم أعقبه ... كر الجديدين نقصاناً فيمحق

وله:

فلا تأمنن الدهر حراً ظلمته ... فما ليل حر إن ظلمت بنائم

وسمع قول الشاعر:

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي إن يترددا

فأضاف إليه:

وإن كنت ذا راي فأنفذه عاجلاً ... فإن فساد العزم أن يتفندا

وله في جارية كان يهواها ويقول فيها الأشعار:

يا من بها أرضى من الناس كلهم ... وإن كنت أشكو تيهها وازورارها

لو أن الأماني خيرت فتخيرت ... على الحسن إنساناً لكنت اختيارها

أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب شاعر مشهور أديب. كان ينزل قنسرين من أرض الشام وله مع المأمون خبر وبقي إلى أيام المتوكل وجرت بينه وبين أبي تمام الطائي والبحتري مخاطبات. وهو القائل يرد على أبي الأصبغ الحصني فخره من قصيدة:

أنا ابن آل الله من هاشم ... وحيث نمى خير وإحسان

من نبعة منانبى الهدى ... مورقة والفرع فينان

بحيث خلقي الريح محسورة ... والثقلان الإنس والجان

أئمة زهر نجوم الهدى ... بيض على الأيام غران

وله في وصف قلم:

وأبيض طاوي الكشح أخرس ناطق ... له دملان في بطون المهارى

<<  <   >  >>