للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حر يروح المستميح ويغتدي ... بمواهب منه تروح وتغتدي

بضياء سنته المكارم تقتدي ... وبجود راحته السحائب تهتدي

مقدار ما بيني وما بين الغنى ... مقدار ما بيني وبين المربد

الراضي بالله أبن العباس محمد بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن طلحة الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور. أكثر الخلفاء شعراً وأوسعهم افتتاناً. مات سنة سبع وعشرين وثلثمائة وهو القائل يفخر:

لو أن ذا حسب نال السماء به ... نلنا السماء بلا كد ولا تعب

منا الرسول نبي الله ليس له ... شبه يقاس به في العجم والعرب

فإن صدقتم فأعلى الخلق نحن وإن ... ملتم عن الصدق أعنقتم إلى الكذب

وله:

لما أسا دهري وأعتب بعدما ... تجرعت كأس الموت من نكباته

وكل على وديك كر صروفه ... أقامك عذراً لاغتفار أساته

ربحت ولم أرجع بصفقة خائب ... وحظي موفور بنجح عداته

وله:

قد أفصحت بالوتر الأعجم ... وأفهمت من كان لم يفهم

جارية تخلف من نطقها ... مخاطباً بنطق لا من فم

حست من العود مجاري الهوى ... جس الأطباء مجاري الدم

محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر شيخنا رحمه الله تعالى. نادم المكتفي بالله فكان واسع الرواية حسن الحفظ للآداب والافتنان فهيا حاذقاً بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها مواضعها وله أبوة حسنة، كان جده صول وأهله ملوك جرجان ثم رأس اولاده بعده في الكتابة وتقلد الأعمال الجليلة السلطانية وتوفي أبو بكر بالبصرة سنة ست وثلاثين وثلثمائة وشعره كثير فمنه:

كان وعدي أول الشه؟ ... ر بما هان مولد

فمضى غير ليال ... عاد فيها البدر أرمد

ناحل الجسم له نو ... ر عن الأفق مقيد

شبها نصف سوار ... من نضار يتوقد

قد جلاه الفجر للنا ... ظر في ثوب مورد

وكأن الزهر من أن؟ ... جمه در مبدد

طالما مزق يوماً من ثياب الليل أسود وأنشد لنفسه:

وإذا دنت سبعون من متأمل ... أغضى فلم ير في اللذاذة مركضا

وجفاه نوم كان يألف جفنه ... قدماً وأضحى للحتوف معرضا

وأنشدني لنفسه أيضاً:

يا

بابنا والدهر في نقضه ... واقفاً يسرع في ركضه

<<  <   >  >>