كأني أناجيك إن جاءني ... ورود البشير برجع الجواب
محمود بن مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن سليمان بن أبي حفصة واسم محمود يحيى سماه المتوكل محموداً لغمزه على الطالبيين ويكنى أبا مروان. جالس المتوكل واطرحه المنتصر والمستعين فلزم المعتز وخص به فقلده اليمامة والبحرين. وهو القائل:
لي حيلة فيمن ينم ... وليس في الكذاب حيلة
من كان يكذب ما ير ... يد فحيلتي فيه قليلة
وله في المعتز:
أعاد إلينا الفضل أيام جعفر ... وأحيا لنا بالعدل والجود جعفرا
إمام له في كل قلب محبة ... كوالده قولاً وفعلاً ومنظرا
ظفرت بحق طالما قد ظلمته ... ومن كان يبغي ذاك أمسى مظفرا
يحيى بن أبي الخصيب الكوفي. ماجن كان في أيام المعتضد. له قصيدة طويلة ذكر فيها خلوته بامرأة لقيها في الطريق بالكوفة أولها:
أبا حسن ان لي قصة ... ولولا أعاجيبها لم تطل
أبو الغوث يحيى بن أبي عبادة البحتري الشاعر. تقدم نسب أبيه. قدم بغداد قبل الثلاثمائة وسمع منه وجوه أهلها وعلمائها أشعار أبيه وبقي بعد ذلك. وهو القائل يمدح أبا العباس بن بسطام:
ملك تقوم له الملوك إذا احتبى ... وتخر للأذقان عند قيامه
برقت مخايل جوده وتخرقت ... بالنيل للعافين غر غمامه
لله أي بلاغة وبراعة ... ومكائد تحتل في أقلامه
أدهى وأخفى موضعاً لمكيدة ... من أن ترى الأبصار وقع سهامه
أعطى فقلنا الغيث في إرهامه ... وسطا فقلنا الليث في إقدامه
والنيل يرجسه على مرتاده ... والضيم يغلبه على مستامه
نفسي فداؤك من حميد رعية ... نجمت نجوم العدل في أيامه
أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم. شاعر مطبوع راجز مقصد أشعر أهل زمانه وأحسنهم أدباً وأكثرهما افتناناً في علوم العرب والعجم. وجالس الموفق والمعتمد وخص به وبالمكتفي بعده وهو من شجرة الأدب الناضرة وأنجمه الزاهرة فاضل الآباء والأجداد منتخب الأهل والأولاد ولا نعلم أنه اتصل في بيت من بيوت الأدب من التمسك بالدين والمناضلة عنه والافتنان