طوراً يعانيه وطوراً يسأمه ... مثل حريق في الحشا يضرمه
يقول فيها:
أصبح هذا الدين رثاً رممه ... أوطنه الجور ويحيى معلمه
مذ ولي الحكم أبيح حرمه ... واضطربت أركانه ودعمه
يا ليت يحيى لم يلده أكثمه ... ولم تطأ أرض العراق قدمه
ملعونة أخلاقه وشيمه ... لا خلفه عف ولا مقدمه
أي دواة لم يلقها قلمه ... وأي خشف لم يبت يستطعمه
يحيى بن أحمد اللوكسي من أهل رحبة ابن طوق. كان في ناحية محمد ابن البعيث الخارج على التموكل بنواحي أذربيجان ومدحه مدحاً كثيراً فمنه قصيدة أولها:
لا زال محسوداً على أفعاله ... وحسوده في الناس غير محسد
شطراه بين معاقب أو غافر ... أو عائد متفضل أو مبتدي
شفعاً ووتراً كل ذاك فعاله ... كالدهر إلا أنه لا يعتدي
فالناس تحت لوائه من راغب ... أو راهب أو رائح أو مغتدي
وله فيه
متى ألق من آل البعيث محمدا ... أحل رياضاً للعلى بمحمد
وتضحك أم البشر عني بنيله ... فأرجع محسوداً بنيل محسد
يحيى بن صبح التنوخي أبو زكريا، قال يفخر:
وإلى قضاعة أنتمي وهم ... عطنى الممنع والقنا أجمى
فإذا فزعت وجدت خيالهم ... تحت الكماة تعض باللجم
ووجدت فتياناً إذا ندبوا ... يوم الوغى يعدوا من الصمم
وإذا الضيوف بدارهم نزلوا ... فجعوا رعاء الإبل والغنم
من كان ذا ذخر فإنهم ... ذخري ومستهدي ومعتصمي
نفسي ومالي دونهم ويدي ... ومهندي ومثقفي ودمي
وله يمدح:
وإذا بجحت به بجحت بسيد ... ترك الطريق إلى الندى مأهولاً
وإذا اعتصمت به اعتصمت بمن إذا ... لقي الكتائب ردهن فلولا
يحيى بن عمر العلوي. خرج أخوه أحمد بن عمر إلى الكوفة فكتب إليه يحيى:
أيا سيداً قد رماني البعا ... د منه بأمر فظيع عجاب
فلما تمادى زمان الفراق ... وطالت بنا مدة الاغتراب
أقمت الكتاب مقام اللسا ... ن مني فاسمع لقول الكتاب