ألم تر لقمان وصى ابنه ... ووصيت عمراً فنعم الوصي
أشاب الصغير وأفنى الكبير ... كر الغداة ومر العشي
إذا ليلة هرمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتي
نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي
عمرو بن قرثع التغلبي يكنى أبا السفاح من شعراء خراسان كان خالف إلى امرأة لأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد أيام تقلده خراسان فضربه أمية فهجاه بقوله:
قريش كرام يا أمية سادة ... وأنت بخيل يا أمي مسود
تجود لمن تخشى شذاة لسانه ... وغيرك يعطي راعباً ويجود
إذا راغب يوماً أتاك حرمته ... وإن خفته فالجود منك عتيد
وأنت إذا حرب تسامت فحولها ... حيود هيوب للقاء ندود
فطلبه أمية فاستخفى فلما قدم المهلب خراسان بعد أمية آمن عمراً فظهر فقتله مولى لأمية فلم يطلب المهلب بدمه فهجاه عمرو بن عمرو بن قرثع بأبيات منها:
فهلا منعت اليوم من قد أجرته ... ولم يمس لحماً بينهم يتمزع
أأعطيته الميثاق ثم خذلته ... وكنت لئيماً من خيالك تفزع
فلا تذكرن فخراً فلست بأهله ... وجارك ثاو عرشه متضعضع
فلو كنت حراً يا مهلب لم تكن ... دليلاً وفي كفيك عضب موقع
ولكن أبى قلب أطيرت بناته ... عليك فما تخزى ولا تتقنع
تجللت عاراً يا مهلب فالتمس ... لنفسك عذراً والعذور مجدع
غدرت أبا السفاح عمرو بن قرثع ... وأسلمته لما بدا الموت يلمع
ولو مت دون التغلبي حفيظة ... لقنا كريم جاره ما يروع
عمرو بن عمرو بن قرثع التغلبي من شعراء خراسان خبيث اللسان هجاء للأمراء المهلب وابنه يزيد وخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد. فمن قوله ليزيد بن المهلب.
أنت كز اليدين منتخب القل؟ ... ب لئيم الفعال غير نضار
أبوك الذي تضاف إليه ... عاجز الرأي زنده غير وار
لستما فاعلما إذا القوم نادوا ... لنزال وبارزوا في الغرار
بصبورين حين تحتدم الحر ... ب ولا سابقين في المضمار