حية بالطريق أربد لا ين ... فع منه السليم نفث الراقي
فارس يضرب الكتيبة بالسي ... ف دركاً كلاعب المخراق
إن تحت الأحجار حزماً وجوداً ... وخصيماً ألد ذا مغلاق
ألد: شديد الخصومة. مغلاق يغلق على خصمه حجته فلا يهتدي لها.
عدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم يكنى أبا عمير نصراني عبادي.
سكن الحيرة فلان لسانه وسهل منطقة. قال أبو عمرو بن العلاء: عدي بن زيد في الشعراء مثل سهيل في الكواكب يعارضها ولا يجري معها، وكان عدي كاتباً لكسرى هو وأخ له يقال له عمير بن زيد وكان كسرى مكرماً له محباً وكان عدي أنبل أهل الحيرة وأجودهم منزلة ولو أراد أن يملكه كسرى على الحيرة ملكه ولكن كان يحب الصيد واللهو ولم يكن راغباً في ملك العرب.
فلما مات المنذر بن المنذر بن النعمان اللخمي خلف اثني عشر ذكراً وكان النعمان بن المنذر منقطعاً إلى عدي فاحتال عدي حتى قلده كسرى من بين إخوته. ثم إن النعمان بعد تمليكه غضب على عدي يوماً فجسه ولج في أمره فجعل عدي يرسل إليه الشعر ويرققه فيأبى أخراجه من حبسه. فلما رأى عمير أخو عدي ذلك كلم كسرى في عدي فكتب كسرى إلى النعمان بعزيمة ليرسلن به إليه. فبعث النعمان إلى عدي سراً فغمه وقتله بعث إلى كسرى أنه قد مات. فلم يزل ابن عدي يبغي للنعمان الغوائل حتى قتله كسرى أبرويز وانقرض ملك اللخميين. فمما راسل به عدي النعمان قوله:
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري
ينشد هذا البيت فيمن تستغيث به وتلجأ به. وله القصيدة المشهورة يعاتب فيهبا النعمان بن المنذر ومنها:
أيها الشامت المعير بالدهر ... أأنت المبرأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من الأيام ... بل أنت جاهل مفرور
من رأيت المنون عزلن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى كسرى الملوك أبوسا ... سان أم أين قبله سابور
وعدد جماعة من الملوك ثم قال:
ثم بعد الفلاح والملك والأم ... ة وارتهم هناك القبور