مجاورهم هاجى جرير بن الخطفي ولما قال جرير:
إذ غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا
قال العباس:
ألا رغمت أنوف بني تميم ... فساة التمر إن كانوا غضابا
لئن غضب عليك بنو تميم ... لما نكأت بغضبتها ذبابا
لو اطلع الغراب على تميم ... وما فيها من السوآت شابا
ولجرير عنها جواب بليغ.
العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان يتهم في دينه وهو الذي كان على مقدمة عمه مسلمة بن عبد الملك يوم العقر وهو القائل لمسلمة:
ألا تقنى الحياء أبا سعيد ... وتقصر عن ملاحاتي وعذلي
فلولا أن أصلك حين تنمى ... وفرعك كان من فرعي وأصلي
وإني إن رميتك هضت عظمي ... ونالتني إذا نالتك نبلي
لقد إنكار خوف ... يضم حشاك من شرب وأكل
الصفحة ٩٣
كقول المرء عمرو في القوافي ... لقيس حين خالف كل عدل
عذيري من خليل من مراد ... أريد حياءه ويريد قتلي
وقال لزوجته أم سعيد بنت عثمان بن عفان وطلقها فندم:
أسعدة هل إليك لنا سبيل ... وهل حتى القيامة من تلاق
بل ولعل ذلك أن يؤاتي ... بموت من حليلك أو فراق
فأرجع شامتاً وتقر عيني ... ويشعب صدعنا بعد اشتياق
وله من أبيات قالها لما عزم أخوه يزيد بن الوليد على قتل الوليد بن يزيد
لا يلقين عليكم من سفاهتكم ... مع الشقاء يديه الأزلم الجذع
لا ترتعن ذئاب السوء ملكهم ... إن الذئاب إذا ما أرتعت رتع
العباس بن تيحان الخشرمي البولاني الطائي. راجز يتبع القوافي الغريبة في رجزه وهو القائل وغرس نخلاً في أرجوزة: لم تسبخ أي ليست بمالحة؛ الصغى الكريه والشروخ ضخمة.
تطلب الماء متى ما ترسخ ... تلاق في أبطحهن الجلوخ
منهنن زبد رطب مشدخ ... يقر عين الثعلب المشنخ