فتى لا يبيت الدهر إلا وكفه ... على است خصي أو على أير أمرد
وله:
خود تغار حقاقها وسخابها ... مهما على الأحشاء يقتفلان
هذا يغار على محل إزارها ... ويغار ذاك بمشبه الرمان
علي بن رزين بن علي بن هارون. وهو ابن أخي دعبل بن علي. وكان علي شاعراً.
علي بن العباس بن جورجس الرومي مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور يكنى أبا الحسن وأمه حسنة بنت عبد الله السجري أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعراً وأحسنهم أوصافاً وأبلغهم هجاءً وأوسعهم افتناناً في سائر أجناس الشعر وضروبه وقوافيه يركب من ذلك ما هو صعب متناوله على غيره ويلزم نفسه ما لا يلزمه ويخلط كلامه بألفاظ منطقية يجمل لها المعاني ثم يفصلها بأحسن وصف وأعذب لفظ. وهو في الهجاء مقدم لا يلحقه فيه أحد من أهل عصره غزارة قول وخبث منطق ولا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس ومرؤوس إلا وعاد عليه فهجاه ممن أحسن إليه أم قصر في ثوابه فلذالك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته.
وكانت به علة سوداوية ربما تحركت عليه فغيرت منه. ولد في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين في الجانب الغربي بالعتيقة من الجانب الغربي من مدينة السلام وتوفي في الجانب الشرقي في شارع سوق العطش في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين ومائتين ودفن في مقابر باب البستان. وكان ملازماً للحسن والقاسم ابني عبد الله بن سليمان في وزارة أبيهما فيقال إن ابن فراس الكاتب احتال عليه بشيء أطعمه إياه بأمر القاسم بن عبيد الله وكان سبب موته لهجائه ابن فراس. وهو القائل:
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها ... ثم انثنت عنه فكاد يهيم
الموت إن نظرت وإن هي أعرضت ... وقع السهام ونزعهم أليم
وله في وصف السيف وهو نهاية في معناه:
يشيعه قلب وراء وصارم ... صقيل بعيد عهده بالصياقل
تشيم بروق الموت في صفحاته ... وفي حده مصداق تلك المخايل
وقد أكثر الشعراء في ذكر الأوطان ومجتها والشوق إليها فجاء ابن الرومي مع قرب عهده فذكر الوطن وبين بعن العلة التي لها يحب وزاد عليهم