فلا استقلت بعدها ... سوطي من الأرض يدي
علي بن مهدي الأصبهاني الكسروي. أديب راوية من وراة الأخبار وله مع عبد الله بن المعتز ويحيى بن علم المنجم مكاتبات بالأشعار ومجاوبات.
وهو القائل يمدح علي بن يحيى:
حباك الدهر بالنعما ... ء في تقليب صرفيه
ومتعت من العيش ... بخفضيه ولينية
أيا من مرتع الأحرا ... ر في معروف كفيه
ومن حل من السؤد ... د في أعلى سناميه
وحاز المجد مذ كان ... بعميه وخاليه
يبيح الحمد ما يحوي ... هـ في تصريف حاليه
جواد رونق المعرو ... ف يختال بخديه
وفعل الدين والدنيا ... جميعاً حشو برديه
كريم مسرح الأحرار في ساحات ربعيه
وكتب إليه ابن المعتز يمازحه:
أبا حسن ما أنت مهدي فارس ... فرفقاً بنا لست ابن مهدي هاشم
وأنت أخ في يوم لهو ولذة ... ولست أخاً عند الأمور العظائم
فأجابه علي:
أيا سيدي إن ابن مهدي فارس ... فداء ومن يهوى لمهدي هاشم
بلوت أخاً في كل أمر تحبه ... ولم تبله عند الأمور العظائم
وإنك لو نبهته لملمة ... لأنساك صولات الأسود الضراغم
علي بن أحمد بن ربيعة العبادي ثم العقيلي. قدم سر من رأى وكان فصيحاً. وذكر عبد الله أنه لم ير أفصح منه وكان ضريراً. وهو القائل:
ألا ليت شعري عن كرام عشيرتي ... إذا تقرب الناعون في كل جانب
أتفرح أم تيأس أم لا يروعهم ... تخرم فتيان كرام الضرائب
وله:
كبرت ورق العظم مني وعقني ... بني وزالت عن فراشي القصائد
وأصبحت أعشى أخبط الأرض بالعصا ... يقودني بين البيوت الولائد
علي بن عبد المؤمن الألوسي يقول:
أطلت لأطلال الرسوم الدوارس ... سؤالاً وهل يرجى جواب الأخارس
على أنها قد أعربت بدثورها ... تشكي النوى والمعصفات الروامس
وله:
أمنن بتفريق ما أنحى علي به ... ريب الزمان شبا الأحزان والكمد
فلو تحمل خلق عن أخي ثقة ... بفضل ود لكان السقم في جسدي
الله أسأله أجزاك حظك من ... قسم السلامة والإسعاد والرشد