للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التشيع. ومات بعد سنة الثلاثمائة بسنتين. وهو القائل يمدح النحو ويحض على تعلمه:

رأيت لسان المرء وافد عقله ... وعنوانه فانظر بماذا تعنون

ولا تعد إصلاح اللسان فإنه ... يخبر عما عنده ويبين

ويعجبني زي الفتى وجماله ... فيسقط من عيني ساعة يلحن

علي أن للأعراب حداً وربما ... سمعت من الأعراب ما ليس يحسن

ولا خير في اللفظ الكريه استماعه ... ولا في قبيح اللحن والقصد أبين

وله:

واصل خليلك إنما ال ... دنيا مواصلة الخليل

ودع العدو فإنه ... سيمل من قال وقيل

وأنعم ولا تتعجل الم؟ ... كروه من قبل النزول

بادر بما تدري فما ... تدري متى وقت الرحيل

وارفض مقالة لاثم إن الملام من الفضول

وله في عبيد الله بن سليمان لما مات ابنه الحسن يهجو القاسم ويمدح الحسن:

قل لأبي القاسم المرجى ... قابلك الدهر بالعجائب

مات لك ابن وكن زيناً ... وعاش ذو النقص والمعائب

حياة هذا كموت هذا ... فلست تخلو من المصائب

أبو الحسن بن الماشط واسمه علي بن الحسن. أحد مشائخ الكتاب المتصرفين في أعمال السلطان العالمين بأمور الكتابة والخراج. رأيته شيخاً كبيراً بعد العشر وثلاثمائة وجاوز التسعين. وقال:

إذا عمر الإنسان تسعين حجة ... فأبلغ بها عمراً وأجدر بها شكراً

لأن رسول الله قد قال معلناً ... ألا أن ربي واعد مثله غفراً

وله وعزل عن عمل كان عليه وحبس:

قالوا حبست فقلت الحجبس لا عجب ... حبس الكرامة لا حبس الجنايات

حبس العمالة بعد العزل عادتنا ... ريث التتبع أو رفع الجماعات

وله:

إذا ضاق صدري بالحديث أفضته ... إلى الأخ والأخوان كي أجد الرشدا

فإن كتموه كان حزماً مؤيداً ... وإن أظهروه لم أخن لهم عهداً

وقلت اشتركنا في الخطايا بذكره ... فألزمتها نفسي لأن لها المبدا

أبو الحسن علي بن العباس النوبختي أحد مشايخ الكتاب وأهل الأدب والمروءة. وروى من أخبار البحتري وابن الرومي بالمشاهدة قطعة حسنة. وتوفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بعد سن عالية. وهو القائل لابن عمه أبي سهل اسمعيل

<<  <   >  >>