قوله:«ثم يخرج الدجال معه نهر ونار» أي: شيء يغري ويخوف. وجاء أن معه جبال من خبز ولحم، ونهر من ماء (١)، وإغراءات كثيرة، ذكرها النبي ﷺ في أحاديث عدة، ولذلك أمرنا بالاستعاذة من فتنته في كل صلاة.
قوله: فمن وقع في ناره وجب أجره، وحُطَّ وزره، ومن وقع في نهره، وجب وزره، وحُطَّ أجره» لأنَّه يُخيَّل إليه أنَّه نار، وهو في الواقع يقع في الجنة، والعكس بالعكس. وهذا يدل على وجوب الاعتصام بخبر المعصوم، وعدم الاغترار بالدجل بأي شكل من الأشكال، إلى أن يؤول الدجل إلى الدجال الأكبر.
[فوائد الحديث]
١ - حرص حذيفة ﵁ على اتقاء الفتن، والبدع.
٢ - سنة الله الكونية في المداولة بين الخير والشر، والحق والباطل.
٣ - علم من أعلام النبوة.
٤ - أن من الخير ما يكون مشوبًا بشر، من خروج عن السنة، وظهور البدعة.
٥ - ضرورة التمييز بين الخير ودخنه.
٦ - خطر المنافقين المندسين الداعين إلى الفتنة والكفر.
٧ - وجوب لزوم جماعة المسلمين، وطاعة إمامهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم.
٨ - الاعتزال عند عدم الجماعة والإمام، والحذر من الانخراط في الفرق المختلفة.
٩ - إثبات خروج الدجال، والحذر من فتنته، وأنه من علامات الساعة الكبرى.
١٠ - حسن عاقبة الاعتصام بالإسلام، ولزوم السنة.
(١) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الدجال وهو أهون على الله ﷿ برقم (٢٩٣٩).