٣ - أنَّ الشريعة جاءت برفع الحرج، والمشقة تجلب التيسير. وهذه أصول عظيمة في هذه الشريعة، وميزة لهذه الأمة، بخلاف من كان قبلنا؛ كانت عليهم من الآصار والأغلال، فوضعها الله عن هذه الأمة، وبعث نبيها بالحنيفية السمحة.
ثم قال ﵀:
وعن أبي بن كعب ﵁ أنَّه قال: عليكم بالسبيل والسنة، فإنَّه ليس من عبد على سبيل وسنة، ذكر الرحمن، ففاضت عيناه من خشية الله، فتمسه النار، وليس من عبد على سبيل وسنة، ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشية الله، إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها، فبينما هي كذلك إذ أصابتها الريح، فتحاتَّ عنها ورقها، إلا تحاتت عنه ذنوبه، كما تحاتَّ عن هذه الشجرة ورقها، وإنَّ اقتصاداً في سبيل وسنة، خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة (١).
[الشرح]
هذا أثر موقوف على أُبي بن كعب ﵁، وهو أقرأ الناس لكتاب الله تعالى، وله حكم الرفع لأنه تضمن علومًا وأحكامًا لا تقال بمحض الاجتهاد، بل لابد أن يكون تلقاها عن المعصوم ﷺ.
قوله:"عليكم بالسبيل والسنة" عليكم: أي الزموا. والمراد بالسبيل:
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الزهد، ما قالوا في البكاء من خشية الله برقم (٣٥٥٢٦).