للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فوائد الأثر]

١ - وجوب الدخول في الإسلام كله، كما شرعه الله، وعدم الابتداع.

٢ - حسن عاقبة أهل التوحيد، والاتباع، والائتلاف، وشؤم عاقبة أهل الكفر، والابتداع، والاختلاف.

٣ - أن "الوجه" مرآة التنعم أو البؤس.

قوله: "عن عبد الله بن عمرو أنَّه قال: قال رسول الله : «ليأتينَّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية، كان في أمتي من يصنع ذلك، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»

هذا حديث عظيم، وهو أصل في بيان الافتراق، ويصدقه الحديث المتفق عليه: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ» (١)، أي: حتى في الأمور المستكرهة، والمضائق الصعبة ستجارونهم، وقد وقع ذلك، ومن تأمل في التاريخ والواقع وجد شواهد كثيرة،. لكن لا يلزم أن يقع ذلك من أكثر الأمة، لكن يقع من بعضها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وَلِهَذَا وَصَفَ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ بِأَنَّهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَهُمْ الْجُمْهُورُ الْأَكْبَرُ وَالسَّوَادُ الْأَعْظَمُ. وَأَمَّا الْفِرَقُ الْبَاقِيَةُ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشُّذُوذِ وَالتَّفَرُّقِ وَالْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ وَلَا تَبْلُغُ الْفِرْقَةُ مِنْ هَؤُلَاءِ قَرِيبًا مِنْ مَبْلَغِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ بِقَدْرِهَا بَلْ قَدْ تَكُونُ الْفِرْقَةُ مِنْهَا فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ) (٢)


(١) أخرجه البخاري في باب ما ذكر عن بني إسرائيل، برقم (٣٤٥٦)، ومسلم في باب اتباع سنن اليهود والنصارى برقم: (٢٦٦٩).
(٢) (مجموع الفتاوى (٣/ ٣٤٥)

<<  <   >  >>