للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن كثير : "وهذا هو الصواب؛ لأنه تعالى قال: ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨] ثم حثهم، وأغراهم على ما جاء به الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-، بأنه ملة أبيهم إبراهيم الخليل، ثم ذكر منته تعالى على هذه الأمة بما نوه به من ذكرها، والثناء عليها في سالف الدهر، وقديم الزمان، في كتب الأنبياء، يُتلى على الأحبار والرهبان، فقال: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ﴾ أي: من قبل هذا القرآن" (١).

ولا ريب أنَّ أمة محمد موصوفة في الكتب السابقة، كما أخبر الله ﷿ في سورة الفتح بقوله: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ﴾ [الفتح: ٢٩]، إلى آخر الآية، فينبغي لأهل الإسلام أن يعتزوا بهذه الصفة، وأن ينتموا إليها، وأن يحققوها لفظاً ومعنىً.

[فوائد الآية]

١ - أهمية الأسماء الشرعية، والمحافظة عليها، وعدم استبدالها بغيرها، والخروج عن حدها

٢ - أن اسم "المسلمين" علم ووصف، وأنه اسم قديم.

٣ - عناية الله بعباده.

قوله: «آمركم بخمس، الله أمرني بهن: السمع والطاعة» أي: السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، كما قال الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩] وقال : «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره» (٢).

قوله: «والجهاد، والهجرة، والجماعة» هذه من مقاصد الإسلام التي لا يتم إلا بها:


(١) تفسير ابن كثير ت سلامة (٥/ ٤٥٦).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية برقم (٧١٤٤) ومسلم في كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية … برقم (١٨٣٩).

<<  <   >  >>