والمقصود بالخلفاء الراشدين: كلُّ من خلف النبي ﷺ في أمته بالعلم النافع، والعمل الصالح، وأولهم دخولاً في هذا الخلفاء الأربعة، فلهذا يقال: سنة راشدية، وسنة عمرية راشدية. قوله «عضوا عليها بالنواجذ» النواجذ: الأضراس؛ لأنَّ من عضَّ على الشيء بنواجذه، فقد استمسك به، ليس كمن يعض عليه بالثنايا أو بالرباعيات، فهو كناية عن شدة التمسك بها.
قوله:«وإياكم ومحدثات الأمور» في الدين، وهي البدع، وتقدم تعريفها.
قوله:«فإنَّ كل بدعة ضلالة» جملة تعليلية لما سبق من تحذير. ولو كان فيها خيرًا لدلَّنا عليها النبي ﷺ، قال ابن رجب ﵀: (فَقَوْلُهُ ﷺ: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ لَا يَخْرُجُ عَنْهُ شَيْءٌ، وَهُوَ أَصْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِهِ:«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، فَكُلُّ مَنْ أَحْدَثَ شَيْئًا، وَنَسَبَهُ إِلَى الدِّينِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ مِنَ الدِّينِ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَهُوَ ضَلَالَةٌ، وَالِدَيْنُ بَرِيءٌ مِنْهُ، وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مَسَائِلُ الِاعْتِقَادَاتِ، أَوِ الْأَعْمَالُ، أَوِ الْأَقْوَالُ الظَّاهِرَةُ وَالْبَاطِنَةُ.