للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بأنْ يكون مشهورًا بالرواية عمَّن روى عنه، فإنْ كان صحابيًّا روى عنه -صلى الله عليه وسلم- فلا بُدَّ من شهرته بالرواية عنه -عليه الصلاة والسلام-، ويكون له راويان عنه سواءٌ رَوَيَا ذلك الحديثَ أو غيَره، وهكذا فيمن بعده إلى أن يصل إلينا، فما رواه من ليس له إلَّا راوٍ واحدٍ ليس واقعًا في الصحيحين.

قال النواوي بعد نقله إثر كلام الحاكم كلامَ الجُبَّائيِّ وقد قال إثره (١): «وسنتكلم عليه بعد حكاية قول الجُبَّائيِّ ما لفظه: وأما قول الحاكم: إنَّ من لم يرو عنه إلَّا راوٍ واحدٌ فليس هو من شرط الشيخين، فمردود غلَّطه الأئمة] فيه] (٢) بإخراجهما حديث المسيِّب بن حَزْن، والد سعيد بن المسيِّب -رضي الله عنه- في وفاة أبي طالب، ولم يَرو عنه غير ابنِه سعيدٍ، وبإخراج البخاريِّ حديثَ عمرو بن تَغْلِب: «إني لأُعطي الرَّجُلَ والَّذي أَدَعُ أحَبُّ إليَّ» (٣)، ولم يرو عنه غيرُ الحسن، وحديثَ قيس بن أبي حازم عن مِرْدَاسٍ الأَسْلَميِّ: «يَذهَبُ الصالحون ... إلخ» (٤) ولم يَروِ عنه غيرُ قَيسٍ، وبإخراج مسلم حديثَ رافع بن عمرو الغِفاري (٥) ولم يَرو عنه غير عبد الله بن الصامت، وحديث ربيعة بن كعب الأسلمي (٦) ولم يرو عنه غير أبي سلمة، ونظائر في الصحيحين لهذا كثيرةٌ [واقعة] (٧) والله أعلم» انتهى.


(١) شرح النووي على مسلم (١/ ٦٢).
(٢) زيادة من (هـ).
(٣) البخاري (٩٢٣).
(٤) البخاري (٦٤٣٤).
(٥) مسلم (١٠٦٧).
(٦) مسلم (٤٨٩).
(٧) زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>