للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد تحدث ابنُ حزم بما أنعم الله عليه من كثرة التصانيف، وسعة التآليف فقال: "ولنا فيما تحققنا به تآليف جمة، منها ما قد تَمَّ، ومنها ما شارف التمام، ومنها ما قد مضى منها صدرٌ ويعين الله على باقيه، لم نقصد به قَصْد مباهاةٍ فنذكرها، ولا أردنا السمعة فنسميها، والمراد بها رَبُّنا جل وجهه، وهو ولي العون فيها، والمَلِيُّ بالمجازة عليها، وما كان لله تعالى فسيبدو، وحسبنا الله ونعم الوكيل" (١).

ولقد ندب كثيرٌ من الباحثين المعاصرين أنفسهم لتتبع مؤلفات ابن حزم، وإحصائها وترتيبها على حروف المعجم، أو تصنيفها إلى مفقود أو مطبوع أو مخطوط (٢)، وهذه تَسْمِيَةُ ما وقفت عليه منها:


(١) رسالة فضل الأندلس ضمن رسائل ابن حزم (ج ٢/ ص ١٨٥ - ١٨٦). وقد قال أبو خالد يزيد بن العاص بن سعيد بن سعود: "وجدت بخط الفقيه الحاج أبي أسامة -وهو أحد أبناء ابن حزم- أخبرني الفقيه الإمام الحاج أبو بكر الطرطوشي رحمه الله تعالى قال: "جلست أنا والفقيه أبو سليمان -وهو أحد أبناء ابن حزم أيضا- أخوك -على تواليف الشيخ أبيك رضي الله عنه، كلها من المختصين من أصحابه، وأحصينا المدة التي يمكن نسخ جميعها لناسخ تكون صناعته لا يفتر عن النسخ الا في وقت وضوء وصلاة وأخذ غذاء، وما أشبه ذلك، فوجدنا من ذلك ثمانين سنة، بحد التقصي لذلك والاجتهاد أيضا للناسخ على ما تقدم في اجتهاده وكده، بعد أن يكون من أهل الصناعة مشهورا" انظر: مقال "مؤلفات ابن حزم" محمد ابراهيم الكتاني مجلة الثقافة المغربية الحدد الأول ١٩٦٠ م. قلت: وفي النفس من أسلوب هذه القصة شيء.
(٢) من الباحثين الذين اعتنوا بإحصاء كتب ابن حزم: العلامة سعيد الأفغاني في ابن حزم ورسالته في الصحابة، ود. عبد الحليم عويس في "ابن حزم الأندلسي وجهوده في البحث التاريخي والحضاري"، ود. محمود علي حماية في "ابن حزم ومنهجه في دراسة الأديان"، ود. الحمد في "ابن حزم وموقفه من الإلهيات" والأستاذ محمد إبراهيم =