للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأندلس حديثا: "ولم يكن بالمالكي ولا الحنبلي، ولا الظاهري الصِّرف، ولكنه قال بترك التمذهب، والعمل بالنصوص" (١). قال الذهبي: "وقد تعصبوا على بقي لإظهاره مذهب الأثر، فدفعهم عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني واستنسخ كتبه" (٢).

وأصبحت الأندلس ببقي وابن وضاح (٣) دارَ حديث وأثر، وقويَ العمل بالنصوص وحدها، وأُظهرت السنن والآثار، وقل الإعتماد على رأي الرجال، وألف قاسم بن أصبغ (٤) التآليف الحسان في السنة كالمجتبى وغرائب حديث مالك بن أنس مما ليس في الموطأ وغير ذلك (٥).

وأظهر القولَ بالظاهر القاضي منذر بن سعيد البلوطي (٦)، قال


(١) المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب (ص ٣٢).
(٢) تذكرة الحفاظ (ج ٢/ ص ٦٣٠). وقد ألف بقي بن مخلد التفسير الذي قال فيه ابن حزم: "هو الكتاب الذي أقطع قطعا لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره" و"المصنف" الذي رتبه ترتيبا عجيبا قال ابن حزم: "فهو مصنف ومسند، وما أعلم هذه المرتبة لأحد قبله". انظر: رسالة في فضل الأندلس ضمن رسائل ابن حزم (ج ٢/ ص ١٧٨ - ١٧٩).
(٣) هو الحافظ الإمام محمد بن وضاح أبو عبد الله القرطبي رحل إلى الشرق رحلتين، وحمل علما جما، وأكثر من الشيوخ، وروى عنه الجمع الغفير وكان عالما بالحديث بصيرا بطرقه زاهدا، توفي سنة ٢٨٧ هـ. انظر: تاريخ ابن الفرضي (ص ٣٠٥ - ٣٠٦) وتذكرة الحفاظ (ج ٢/ ص ٦٤٦).
(٤) تقدمت ترجمته (ص ٥٢).
(٥) انظر: رسالة في فضل الأندلس (ضمن رسائل ابن حزم) (ج ٢/ ص ١٧٩).
(٦) تقدمت ترجمته.