للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحميدي: "قال لنا أبو محمد علي بن أحمد - يعني ابن حزم -: وكان مائلا إلى القول بالظاهر، قويا على الانتصار لذلك" (١).

وانقطع القول بالظاهر بعد المنذر بن سعيد البلوطي إلى أن ظهر مسعود بن سليمان بن مفلت (٢) - الذي "كان دواوي المذهب لا يرى التقليد (٣) " - فأحيا ما درس من الأثر، وبعث ما ذهب منه.

"ولعل الظاهرية انكمشت بعد وفاة منذر بن سعيد ومجيء المنصور بن أبي عامر الحاجب (٣٢٦ هـ - ٣٩٦ هـ)، فقد كان ابن أبي عامر مالكيا يمنيا قحطانيا، وكانت اليمنية هي الحاكمة في ذلك العصر، والمذهب المالكي نسبة إلى مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي من ذوي أصبح اليمني، فالمذهب إذا مذهب اليمنيين، خلافا لمذهب داود الأصبهاني، فَغَيْرُ العرب أولى به" (٤).

وبحث باحثٌ في الباعث على دخول القول بالظاهر إلى الأندلس، فوجد أن ذلك ليس يخرج عن أحد أمرين:

الأول: أن يكون انتشار القول بالظاهر بالأندلس طريقا لمواجهة الباطنية الذين كانوا بإفريقية ثم أسسوا لهم بعد ذلك دولة في مصر.


(١) انظر: جذوة المقتبس (ص ٣١٥).
(٢) تقدمت ترجمته (ص ٨٣): ويرى ابن حزم أن ابن مفلت أحد من يعتد به في الإختلاف يقول: "وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة الني بلغها استحق الإعتداد به مسعود بن سليمان بن مفلت". وانظر: الإحكام (ج ٥/ ص ١٠٢).
(٣) الصلة (ج ٢/ ص ٥٥٨).
(٤) المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب (ص ٣٣ - ٣٤).