للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: بَسَطَ فقهاء المالكية نفوذهم على الدولة في الأندلس، فكان منهم القضاة والأئمة، وأرباب المشورة والرأي، وعرفوا بالتعصب لقول مالك وَمَنْ تبعه (١)، فكان ذلك مدعاة لظهور القول بالظاهر، ونبذ التقليد، والتمسك بالأثر (٢).

وحمل لواء القول بالظاهر - بعد ابن مفلت - ابنُ حزم الذي أَصَّلَ قواعده، وَبَيَّن أركانه في كتب دَوَّنَها، ومناظرات عقدها، فكان بذلك الباعث له في الغرب الإسلامي.


(١) مدرسة المالكية بالأندلس من أوائل المدارس المالكية ظهورا خارج المدينة المنورة، وقد أسسها تلاميذ مالك وعلى رأسهم زياد بن شبطون، ويحيى بن يحيى الليثي، ولقد أثرت مدرسة المالكية بمصر في الفكر الفقهي الأندلسي، فقد أضحى قول ابن القاسم هو الذي يحكم به في محاكم قرطبة، انظر: اصطلاح المذهب عند المالكية (ص ٧٧). د. محمد إبراهيم أحمد علي، مجلة البحوث الفقهية المعاصرة عدد ١٥، السنة الرابعة ١٤١٣ هـ.
(٢) انظر: المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب (ص ٣٤). وأما السبب الأول فمردود من عدة وجوه:
١ - لقد نشأت الظاهرية على يد داود قبل ظهور الباطنية.
٢ - لا يعرف في تاريخ داود اتصال بالباطنية، ولو كان ذلك لنقل إلينا نقلا نعرفه.
٣ - لم يشغل ابن حزم لسانه وقلمه بالرد على الباطنية، إلا بقدر ما شغل بقية العلماء به أنفسهم. وانظر: نظرات لاهثة لأبي عبد الرحمن الظاهري (ص ٢٩).