للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإجماع (١)، ثم بين الباعث لهم على هذه المخالفة بقوله: ". . . ثم خالف جميع متأخريهم هذا الإجماع، وخرقوه، وابتدعوا ضلالةً لم يسبقهم إليها أحدٌ قبلهم، فصاروا فرقتين: إحداهما قَلَّدَتْ أبا حنيفة بلا طلب دليل، ولا تكلف برهان، والأخرى جعلت شُغلها في دينها البحث عما ينصرون به أقوال أبي حنيفة، على تضاربها واختلافها. . ." (٢).

١٦ - الاعتراض على الحنفية في استعمال القياس: تَعَقَّبَ ابنُ حزم الحنفية في استعمالهم القياس "الذي به يفخرون وإليه ينتسبون، وله يتركون القرآن وسنن رسول الله عليه السلام وإجماع المسلمين" (٣): من جهتين:

الأولى: في تركهم في المَسْألة التي قاسوا فيها قياسا مثل الذي قاسوه.

الثانية: في تركهم في المسألة التي قاسوا فيها قياسا أقوى وأظهر من القياس الذي قاسوه.

ويرى ابنُ حزم أن ما تركه الحنفية من قياس "أصح قياس في العالم، لو كان شيء من القياس صحيحا" (٤): وأنه "إن كان القياس حقا، فقد تركوه، وإن كان باطلا فقد استعملوه" (٥).


(١) انظر: الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ٢٣٣).
(٢) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ٢٤٠).
(٣) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ٢٤٠).
(٤) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ٢٤٠).
(٥) الإعراب عن الحيرة والالتباس (ج ١/ ل ٢٥١).