للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرنين الخامس والسادس للهجرة (١) من بينهم: أبو القاسم الزهراوي (٢) الذي ألف كتابه في الطب المَوْسوم بـ: "التصريف لمن عجز عن التأليف" (٣). كما أن مِنْ أشهر أطباء هذا الوقت محمد بن الحسين المعروف بابن الكتاني (٤).

وكانت علوم الدين كثر العلوم انتشارا في الأندلس: أكثرها رجالا، وأبسطها كتبا، وأعمرها مجالس، وأقربها إلى قلوب الناس، وأحظاها بالعناية والاهتبال.

ففي علوم القرآن نبغ رجال، ألفوا كتبا مبسوطة كانت عمدة المتأخرين، ومنبعا استقى منه جمع كثير من النابهين، ففي قرطبة ظهر الحافظ الإمام المقرئ الهمام أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى العافري


(١) انظر: تاريخ الفكر الأندلسي (ص ٤٦٥)، وعصر الدول والإمارات في الأندلس (ص ٧٩).
(٢) هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي من أهل الفضل والدين والعلم، قال الحميدي: "وعلمه الذي بَسَقَ فيه علم الطب". مات بالأندلس بعد الأربعمائة.
انظر: جذوة المقتبس (ص ١٨٤) وطبقات الأطباء (ج ٢/ ص ٤١).
(٣) قال ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس (ج ٢/ ص ١٨٥) ضمن الرسائل: " ... وكتاب التصريف ... لأبي القاسم خلف بن عباس الزهراوي، وقد أدركناه وشاهدناه، ولئن قلنا إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه، ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع لنصدقن". ومن التصريف نسخ في برلين وباريس وغيرهما وقد طبعت منه قطعة.
(٤) هو أبو عبد الله محمد بن الحسين المعروف بابن الكتاني، كان أخذ الطب عن عمه، وخدم المنصور بن أبي عامر وابنه المظفر، وكان بصيرا بالطب، متقدما فيه. توفي قريبا من ٤٢٠ هـ. انظر: طبقات الأمم (ص ١٢٥ - ١٢٦) وطبقات الأطباء (ج ٢/ ص ٤٥).